الظواهر الاجتماعية
أخر الأخبار

أعراض الرهاب الاجتماعي

أعراض الرهاب الاجتماعي

✨ ماذا نقصد بالرهاب الاجتماعي/ social phopia ؟

1/يخشى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي أن ينظر إليهم الآخرون على أنهم غريبون أو محرِجون أو حتى مثيرون للسخرية، حيث يُحرَجون من سلوكهم (مثلا بسبب الكيفية التي يمشون بها أو طريقتهم في تناول الطعام أو الكلام)…. ومن علامات الخوف الواضحة عليهم (مثل احمرار الخدين أو التعرّق أو الارتعاش).
يكون الخوف في كثير من الأحيان مرتبطاً بالحالات التي قد يُحِسّ فيها المرء بأنه مُراقَب من طرف الآخرين أو أنّه قد يَتِم الحُكم عليهم؛ مثلاً خلال امتحانات أو أثناء التحدث أو تناول الطعام في الأماكن العامة… إلا أن هذا الخوف قد يحدث أيضا في الحالات التي يريد فيها المرء التواصل مع أشخاص آخرين أو يكون ملزماً بذلك، مثلاً في المحادثات التي يجريها مع غُرباء، أو مع أشخاص من الجِنس الآخر أو في التعامل مع أشخاص من ذووا النفوذ.

يحاوِل المصابون بالرهاب الاجتماعي تجنبَ قدر الإمكان مثل هذه الحالات أو يَتَحمّلُونها وَهُم في حالة خوفٍ شديد.
غالِبا ما يُؤدّي ذلك إلى ظهور ردود ِفعل بدنية نتيجة الخوف (مثل الخفقان الشديد، والغثيان، والإسهال أو توتر العضلات)، والتي قد تتفاقم لتتحول إلى نوبة هَلَع.

قد يَجِد من يُعاني مِن الرُهاب الاجتماعي صعوبةً في إيجاد شريك للحياة أو في مزاولة مهنةٍ ما دون عراقيل، وذلك بالرغم من أنه يتوفر على مُؤهِلات شخصية مناسبة لِهَذِه المِهنة.

2/من الطبيعي الشعور بالتوتر في بعض المواقف الاجتماعية. فعلى سبيل المثال، قد يسبب الخروج في موعد عاطفي أو إلقاء عرض تقديمي الشعور بتوتر كبير. ولكن في حالة اضطراب القلق الاجتماعي – الذي يُطلق عليه أيضًا الرهاب الاجتماعي – تسبب التعاملات اليومية قلقًا بالغًا، وارتباكًا وشعورًا بالحرج بسبب الخوف من أن تكون محل مراقبة أو حكم سلبي من الآخرين.

عند الإصابة باضطراب الرهاب الاجتماعي، يؤدي الشعور بالخوف والقلق إلى الانعزال الذي قد يؤثر على حياتك. وقد يؤثر الضغط المفرط على علاقاتك أو أنشطتك الروتينية اليومية أو عملك أو دراستك أو غير ذلك من الأنشطة.

✨ أعراض الرهاب الاجتماعي :

من الوارد أن اضطراب الفوبيا/الرهاب الاجتماعي من المشكلات التي لها صلة وطيدة بالصحة العقلية والنفسية وكيفية تمثل المضطرب لذاته و للآخرين وتأثيراتهم…وهذا يتضح في مجموعة من المظاهر السلوكية والأعراض الظاهرة….ومع ذلك فتعلم مهارات التأقلم في العلاج النفسي وتناول الأدوية يمكن أن يساعداك على كسب الثقة وتحسين قدرتك على التفاعل مع الآخرين.

ومن الجدير بالذكر أن الشعور بالخجل أو عدم الراحة في مواقف معينة وبنسبة محددة لايعتبر بالضرورة مؤشرًا على اضطراب الرهاب الاجتماعي وبخاصة لدى الأطفال، إذ تتفاوت مستويات الشعور بالراحة من عدمها في المواقف الاجتماعية تبعًا لسمات الشخصية وتجارب الحياة.

فبعض الأشخاص متحفظون بطبعهم، والبعض الآخر أكثر انفتاحًا. وعلى العكس من العصبية اليومية، تشمل علامات اضطراب الرهاب الاجتماعي الخوف المبالغ فيه والقلق وتفضيل العزلة بما يؤثر على العلاقات بالآخرين أو الأنشطة الروتينية اليومية أو العمل أو الدراسة أو غير ذلك من الأنشطة.

وعادةً يبدأ اضطراب الرهاب الاجتماعي في بداية مرحلة المراهقة أو منتصفها، إلا أنه قد يبدأ أحيانًا لدى الأطفال الأصغر سنًا أو البالغين.

الأعراض الشعورية و السلوكية قد تشمل مؤشرات عديدة نذكر منها ما يلي:

  • الخوف من المواقف التي قد يحكم فيها الآخرون عليك حكمًا سلبيًاالقلق من إحراج أو إهانة نفسك
  • الخوف الشديد من التعامل مع الغرباء أو الحديث معهم
  • الخوف من أن يلاحظ الآخرون أنك تبدو قلِقًا
  • الخوف من الأعراض الجسدية التي قد تسبب شعورك بالإحراج، مثل احمرار الوجنتين أو التعرق أو الرعشة أو ارتجاف الصوت
  • تجنُّب فعل أشياء للآخرين أو الحديث معهم خوفًا من الإحراج
  • تجنُّب المواقف التي قد تكون فيها محور الاهتمام
  • القلق المسبق والمبالغ فيه من نشاط أو حدث تخاف منه
  • الخوف أو القلق الشديد أثناء المواقف الاجتماعية تحديد أدائك والتعرف على العيوب التي شابت تعاملاتك بعد موقف اجتماعي ما.

3/يعتبر الرهاب الاجتماعي واحداً من الاضطرابات الذهنية/ النفسية الأكثر شيوعا، حيث يُصاب ما بين 7 و12 شخصاً من كل 100 شخص بالرهاب الاجتماعي مرةً واحدةً على الأقل في حياتهم، وتعادل نسبة إصابة النساء بذلك مرةً ونصف أكثر من نسبة إصابة الرجال. يكون ظهور المرض لأول مرة في معظم الحالات أثناء مرحلة المراهقة.

ومن هنا يمكننا طرح الأسئلة كالتالي:هل هناك أشكالاً ومسارات مختلفة للمرض؟

من النادر جداً أن تتراجع الإصابة بالرهاب الاجتماعي من تِلقاء نفسها، وتَظَلّ الأعراض قائمةً بشكل دائم – خاصة في مرحلة البلوغ – إذا لم يخضع المُصاب لعلاج طبي، بينما تكون فرص الشفاء جيدة إذا تم العلاج بطريقة احترافية.

يعاني الكثير من الأشخاص مِمّن أُصيبوا بالرهاب الاجتماعي من مرض نفسي آخر مثل نوبات الاكتئاب أو أمراض القلق النفسي الأخرى أو اضطرابات نفسية ذات الشكل الجسماني أو أمراض الإدمان؛ وغالباً ما يصاب المريض أولاً بالرهاب الاجتماعي، ويزيد خطر الإصابة بالاكتئاب أو بالإدمان على الكحول في حالة إذا تُركت الحالة دون علاج.

✨ أسباب الرهاب الاجتماعي :

كيف ينشأ الرهاب الاجتماعي؟

هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في الإصابة بالرهاب الاجتماعي،منها:

  • المواد الجينية (الوِرَاثَة)
  • السمات الشخصية (مِثل الخَجل والخَوف من المواقف الجديدة الغير المألوفة)
  • طرق معينة في التفكير (مثل توقعات المرء – بشكل مُبالَغ فيه – من نفسه، أو نظرته السِلبية للذات، أو تصورات كارثية حول عواقب السلوك الذاتي)
  • تركيز المرء على الذات وعلى الأعراض الجسدية الخاصة به (مثل احمرار الخدين)، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض الجسدية
  • اتباع الأبوين لأسلوب تربية تكون فيه العاطفة شبه منعدمة، ويتميّز مُقابِل ذلِك بالإفراط في مُراقبة الأطفال والمبالغة في حِمايتهمالمرور من تجارب سيئة مع أشخاص آخرين (مثل التَعَرض للتنمر والسخرية أو الإهانة أو الإقصاء من قِبل الآخرين)
  • المرور من أحداث حياة مُرهِقة نفسياً (مثل وفاة أحد الأشخاص من المقربين أو الانفصال عن شريك الحياة)

كيف يمكن للمرء معرفة إصابته بالرهاب الاجتماعي من عَدَمِه؟

يمكِن للأشخاص المصابين بالرهاب الاجتماعي التماس دعم احترافي من طرف طبيب اختصاصي أو معالج نفسي، حيث يتم خلال أول مقابلة طرح أسئلة عليهم حول كُل عرَض مَرَضي على حِدة، وعن الحالة الصحية العامة وعن الأمراض الجسدية.

كما أنه يتم الاستعانة بالاستبيانات التي تساعد على تقييم شدة المرض، وبما أن الرهاب الاجتماعي غالباً ما يكون مصحوباً بأمراض نفسية أخرى، فإنه يتم أيضاً التأكد من ذلك عن طريق إجراء فحوصات.

✨ مقترحات علاج الرهاب الاجتماعي :

4/ هناك سبل عديدة للتخلص من الرهاب الاجتماعي ، من بينها:

  • ورش الدعم النفسي : وفقا لما نشره موقع social phobia، فإن المعاهد الوطنية للصحة العقلية الأمريكية أوصت بإمكانية اللجوء الى طبيب نفسي مختص او الإنظام الى ورش الدعم النفسي، والتي ستجد فيها مجموعات تعاني من المشكلة نفسها، حيث حقق العلاج السلوكي المعرفي نجاحا كبيرا. وهناك بعض الحلول الأخرى :
  • الدواء: يمكن تناول بعض الأدوية لعلاج اعراض الرهاب الاجتماع، ويوجد 3 أنواع العلاجات في هذه الحالة.
  • حاصرات مستقبلات بيتا: لن تعالج المشاعر النفسية التي يشعر بها الشخص في تلك المواقف، بل تعالج الأعراض الجسمانية الناتجة عن ذلك، مثل التعرق و زيادة ضربات القلب.
  • مضاد الإكتئاب: يساعد على تخفيف الشعور بالاحباط و الرهاب الاجتماعي .
  • مساعدة نفسك: يمكنك اتباع استراتيجية للتعامل مع اعراض الرهاب الاجتماعي، بما فيها تقنيات سلوكية ادراكية، وقراءة الكتب التي ترشدك لفعل ذلك خطوة بخطوة.

✨ لتجنب الوقوع في الرهاب الاجتماعي :

  • يجب ان تأخذ وقتاً مستقطعا: فمن المستحيل التفكير بصفاء عندما تكون غارقاً بالخوف أو بالقلق… فتسارع دقات القلب، تعرق اليدين والشعور بالذعر والارتباك جميعها نتيجة للأدرينالين. لذا، فإن أول شيء يجب فعله هو أن تأخذ وقتاً مستقطعاً حتى تتمكن من أن تهدأ بدنياً . فعليك أن تلهي نفسك عن القلق لمدة 15 دقيقة بالمشي حول المبنى، بتحضير كوب من الشاي أو بالاستحمام. عندما تهدأ بدنياً، ستشعر بقدرة أفضل على اتخاذ قرار بشأن أفضل طريقة لمواجهة الموقف.
  • ما هو الشئ الأسوأ الذي يمكنه أن يحدث ؟ عندما تكون قلقاً بشأن شيء ما، سواء كان ذلك عملاً، علاقة أو امتحاناً، يمكن أن يساعد التفكير بما يمكن أن تكون أسوأ نتيجة نهائية. حتى لو أن عرضاً تقديمياً، مكالمة أو محادثة قد حدثت بشكل فظيع، الاحتمالات هي أنك أنت والعالم ستبقيان. أحيانا أسوأ ما يمكن أن يحدث هو نوبة هلع. فإذا بدأت تشعر بتسارع في ضربات القلب أو تعرق في يديك، فالشيء الأفضل هو ألا تواجهه. ابق حيث أنت وببساطة اشعر بالخوف دون محاولة إلهاء نفسك. إن وضع يدك على بطنك والتنفس ببطء وبعمق ليس أكثر من 12 مرة في الدقيقة يساعد على تهدئة الجسم.
  • يجب ان تعرّض نفسك للخوف : تجنب المخاوف يجعلك أكثر ترويعاً. فإذا شعرت بالخوف في أحد الأيام من الدخول في المصعد، فمن الأفضل أن تعود إلى المصعد في اليوم التالي. قف في المصعد واشعر بالخوف، عش هذا الشعور بأكمله، تقبله واسمح له بالرحيل حتى يختفي. أيّاً كان خوفك، إذا واجهته، لابد أن يبدأ بالتلاشي.
  • يجب أن تكون واقعيا: تميل المخاوف أن تكون أسوأ بكثير من الواقع. في كثير من الأحيان، الناس الذين تعرضوا لاعتداء يفكرون أنهم سيتعرضون له ثانية في كل مرة يسيرون فيها في شارع مظلم،لكن احتمال حدوث اعتداء ثاني في الواقع منخفض جداً.

اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!