الصحة النفسيةالظواهر الاجتماعية

الإبتزاز العاطفي و الصحة النفسية.

الإبتزاز العاطفي و الصحة النفسية.

✨ ما المقصود بالإبتزاز العاطفي ؟

1/ يُعتبر الإبتزاز العاطفي أحد أشكال التلاعب النفسي والعاطفي،يحدث خلاله استخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يُوقِعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه.

يتضمن الإبتزاز العاطفي عادة….شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية( الأم و الابنة، والزوج و الزوجة، و الشقيقين، الأصدقاء المقربون) . فالأمر يحدث كما أوضحه جين باودريلارد بقوله: “إذا لم تقدم لي كذا، فأنت المسؤول عن انهياري العصبي”.

✨ أشكال الإبتزاز العاطفي :

2/ هناك ثلات أشكال رئيسية للإبتزاز العاطفي، وقد يستخدم المبتز واحدة أو أكثر في نفس الوقت للحصول على مبتغاه من الطرف المقابل له. وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل منها:

  • التخويف: يستخدم المبتز تخويف الطرف الآخر من احتمالية خسارته، لاسيما إن كان هذا الأخير شديد التعلق به، أو تخويفه من التسبب بإغضابه، أو قد يستخدم الخوف من مفهومه الأوضح وهو الترهيب من أذيته جسديا.
  • الالتزام: الجميع يحتاج لأن يكون ضمن مجموعة ينتمي لها، ويلتزم بالوفاء لها، وهذه قد تكون نقطة ضعف عند البعض قد يستخدمها المبتز للضغط على الطرف المقابل.
  • الشعور بالذنب : هناك علاقة وثيقة بين الالتزام و الشعور بالذنب، فأحيانا يتكون لدى الفرد شعور بأنه ملزم بفعل أمر ما، وإن لم يفعله فإنه يستحق العقاب، ويبدأ بالشعور الذنب، جلد نفسه، وقد يصل الأمر للشعور بالذنب فقط عند الشعور بالسعادة والطرف الآخر بوقت عصيب.

✨ الهدف من وراء سلوك الإبتزاز :

3/ ينتج عن سلوك الإبتزاز حالة من التعرض الدائم للضغط العاطفي، والتلاعب بمشاعر الآخرين تحت مسمى العلاقات الإجتماعية وحب مصلحة الآخر….

عادة ما يستخدم طرف ما طرق مباشرة وغير مباشرة لإبتزاز الطرف الآخر كي يفعل له كل ما يريد دون أن يتفوه بالرفض، كي لايلقي جزاء ما لفظ به. فكثيرا ما يشعر الآخرين بعدم أهميتهم، وأنهم دائما مسلوبين الحق في اختيار أهدافهم، وفي حاجة ماسة للتغير.

ذلك بسبب علاقتهم بالآخرين ومدى المعلومات التي يعرفونها عنهم، والتي تمثل نقطة ضعف لدى الطرف الآخر،مما يجعلهم فريسة سهلة لسلوكيات الإبتزاز العاطفي.
كما يعتقد البعض أن هؤلاء الأشخاص في حاجة إلى القبول والحب، وإن لم يفعلوا لهم ما يريدون سيسلب منهم هذا الحق.

✨ تأثيرات الإبتزاز العاطفي ونتائجها السلبية على الصحة النفسية :

4/ يتعرض الكثير من العلاقات الاجتماعية الى سلوك غير إنساني عادة ما يعرف بالإبتزاز النفسي و العاطفي، الذي قد يتعمد فيه البعض إلى تعريض الطرف الآخر إلى الإحراج او ” الاهانة” أمام الآخرين، ما قد يؤثر سلبا في نفسية الشخص و سلوكه فيما بعد، وحدود علاقته مع الآخرين، إضافة إلى نشوء شرخ في المجتمع أو الأسرة او العلاقة مع الآخرين بين الزملاء في العمل أو الدراسة، و الأصدقاء…

قليلون جدا من يتحدثون عن تعرضهم للإبتزاز النفسي و العاطفي، من المحيطين خوفا من تعرضهم للإحراج، أو التأنيب من عائلاتهم عدا عن خوفهم من أن تبقى تلك ” الإهانة أو الندبة” التي تعرضوا لها نفسيا، عالقة في أذهان الآخرين .

5.للأسف نسبة كبيرة من الناس في حياتنا اليومية تتعرض للإبتزاز العاطفي، ذلك أن المجتمعات المعاصرة ومع تزايد قلة التقدير الذاتي وفقدان الإمتلاء العاطفي والروحي….داخل كل واحد فينا، بالإضافة إلى غياب ذكاء عاطفي واجتماعي يساعد المرء في الوعي بقيمة ذاته، احترامها واحترام الآخرين مع وضع حدود صحية في العلاقة بهم (فن المسافات في العلاقات) تخلق أرضا خصبة له – الإبتزاز العاطفي-، ويكون أحيانا دون قصد أو وعي منا، إلا أنه يعكس الطبيعة الإنتهازية و التلاعب الذي يبرع فيه بعض الناس.
وتقول الكاتبة مونشي أرميرو، في مقال نشرته مجلة ” ميخور كون سالود” الإسبانية (mejorconsalud)، إن هذا يدل على وجود خلل في العلاقة وخلل سلوكي لدى المبتز و الضحية معا.

في هذا السياق، سنعرض بعض صفات الفاعل في عملية الإبتزاز، التي. قد تختلف مدى قوتها حسب كل إنسان وما يتصف به من صفات وسلوكيات محددة، هي:

  • يحتاج للسيطرة على الآخرين حتى يتم كل شىء كما يريده.
  • يبرع في إحداث الشعور بالذنب لدى الطرف الآخر .
  • يستغل نقاط ضعف الآخرين لصالحه.
  • يخاف من الهجران ومن فقدان السيطرة على الآخر.

✨ الإبتزاز العاطفي وطرق استرجاع الثقة بالنفس :

6/ كثيرون يعانون من مشكلة عدم الثقة بالنفس يزداد الوضع تعقيدا مع التعرض للإبتزاز العاطفي ، لذا نستعرض 4 خطوات تساعدك على اكتساب هذه الخاصية المهمة وزيادة قوة شخصية.

وللإشارة ينجح الأشخاص الذين يتمتعون بنسبة عالية من الثقة في النفس بتخطي الصعاب و تحقيق الإنجازات ، لذا هم دائما محط إعجاب الآخرين، ومن المهم أن تجد السبيل للوصول الى هذا الشعور، ويمكن أن تساعدك الخطوات التالية في ذلك:

  • النظر الى ما حققت والإفتخار بإنجازاتك مهما بدت لك بسيطة: من المهم حساب الإنجازات التي حققتها من حين لآخر، كون هذا التصرف يعزز من الثقة بالنفس، وعليك أن تكون فخورا بالإيجابيات التي وصلت اليها، ومن الممكن عمل قاىمة بهذه الافعال و الاحتفاظ بها و الإطلاع عليها كل فترة، للمساعدة في إستعادة وتقوية الثقة بالنفس.
  • وضع الأهداف: حدد الأهداف و الخطوات التي عليك اتخاذها حتى تستطيع تحقيقها،وليس من المهم ان تكون هذه الأهداف كبيرة، إذ يجوز ان تكون صغيرة، وعند تحقيقها يجب ان تبحث عن أهداف أخرى،وهذا الجدير بأن يجعلك تكتسب ثقة زائدة بالنفس ومن خلالها تستطيع انجاز المهام المختلفة.
  • التحدث مع النفس بإيجابية ، التخلص من التفكير من الاشياء السلبية و التحدث مع النفس بشأن الإيجابيات مهم جدا، ومن الممكن اللجوء الى صديق مقرب للتحدث إليه، على أن يكون من المتمتعيين بالثقة بالنفس.
  • المشاركة الإجتماعية: تعد المشاركة في الأنشطة الاجتماعية مع الاخرين من النقاط المهمة التي تعزز الثقة بالنفس، وخصوصا عند المشاركة مع الاشخاص الإيجابيين، ما يساعدك في التخلص من نقاط الضعف التي تعد تؤثر على ثقتك بنفسك.
اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!