الظواهر الاجتماعية

الإدمان على ألعاب الفيديو

الإدمان على ألعاب الفيديو

الإدمان على ألعاب الفيديو

١/ يشير الإدمان على ألعاب الفيديو إلى الإستخدام المفرط أو القهري لألعاب الكمبيوتر او ألعاب الفيديو، والتي تتداخل مع الحياة اليومية للشخص. إدمان ألعاب الفيديو يتجلى في الإحساس بنوع من الإجبار على اللعب، العزلة الإجتماعية، تقلب المزاج،تقلص الخيال، و التركيز المفرط على النجاح في اللعبة، وصولا إلى الإستغناء عن الأنشطة الأخرى في الحياة .

✨ أعراض الإدمان على ألعاب الفيديو :

٢/ لم يعد الإستخدام المفرط للألعاب الفيديو ووسائل التواصل و ألعاب الإنترنت مجرد إهدار للوقت، إذ بدأ التعامل معه بجدية كاضطراب نفسي يحتاج إلى تشخيص و علاج و تأهيل. فما هي أعراضه؟

كانت منظمة الصحة العالمية قد قررت العام الماضي تصنيف إدمان ألعاب الفيديو لاول مرة ضمن اضطرابات الصحة النفسية، ومنذ ذلك الحين بدأت دول عدة في اتخاد خطوات رسمية لمواجهة الإدمان على ألعاب الفيديو باعتبارها اضطرابا نفسيا. إذ أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا عن توفير خدمات صحية في هذا المجال لمن تتراوح أعمارهم بين 13و 25 عاما.وفي محاولة لمواجهة إدمان ألعاب الفيديو، أصدرت الحكومة الصينية قرارا لحظر ألعاب الفيديو عبر الإنترنت بالنسبة لأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في الأوقات بين العاشرة مساء وحتى الثامنة صباحا كما سيقتصر اللعب في الصين على ثلات ساعات فقط في نهاية الأسبوع و بالعطلات. و90 دقيقة فقط خلال باقي أيام الأسبوع.

و تشير عدد من الأبحاث العلمية إلى أن إدمان ألعاب الفيديو يصيب شريحة محدودة من ممارسيها، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية تتمثل أعراض هذا النوع من الإدمان في :
1/فقدان السيطرة على السلوك أثناء اللعب.
2/ إعطاء اللعب الأولوية على حساب ممارسة أنشطة وهوايات أخرى في الحياة.
3/ الإستمرار في اللعب حتى وإن تسبب هذا في عواقب وخيمة.
وأهم فئة تتعرض لإدمان الهاتف المحمول بشكل مرضي هي فئة المراهقين، خاصة تلامذة المدارس تحت سن ال 18، حيث تشغلهم عن دراستهم، وأغلب المدارس في المانيا تمنع تشغيل الهواتف المحمولة فيها.

✨ أسباب الإدمان على ألعاب الفيديو :

٣/ كما هو الحال مع جميع الإضطرابات النفسية/ الذهنية، لايوجد سبب واحد يولد الإدمان على الألعاب، ولكن هناك العديد من الأشياء التي تجمع مع بعضها و تتوافق لتغدي عملية الإدمان هذه ومن المحتمل أن يصاب الشخص بالإدمان على ألعاب الفيديو في الحالات التالية:

1/ الإنعزال عن الناس: عادات الحياة المنعزلة وخصوصا عندما ينتقل الشخص من مرحلة لأخرى ليس فيها أصدقاء له يبدأ حينها بتوثيق صداقته مع الشاشات الكثيرة و الكثيفة من حوله خصوصا في بداية الجامعة، الإنتقال من مدرسة لأخرى، أو عدم وجود نشاطات في الإجازة الدراسية وغيرها من الأشياء التي تحفز الشخص على الإقتراب من الشاشة.

2/ المشاكل الأسرية: حينما تتكاثر المشاكل في المنزل أو في المدرسة يفضل المراهقون البحث عن آلية للهروب و الإنغماس في عوالم خيالية ليس فيها شئ من النكد و حالة عدم الإستقرار التي تجعلهم لا يشعرون بأمان، وبالتالي يكون المهرب الأول ألعاب الفيديو خصوصا أن الآباء حينما يتخاصمون يطلبون من الأبناء البقاء في غرفهم.

3/تقليد الأصدقاء: هل نزلت آخر لعبة جديدة؟ لقد كسرت الدنيا! أحيانا مثل هذه الأحاديث بين الأصدقاء المراهقين على الأخص تبدأ في تحفيزهم حيث تمثل ألعاب الفيديو الشكل الرئيسي للترفيه لهم فيما بعد و لا يقدرون على الإستغناء عنها و يدمنون معا كمجموعة.

4/الإضطرابات النفسية: الإصابة بالإضطرابات النفسية مثل الإكتئاب والقلق تدفع الشخص للهروب من الواقع و الإتجاه لألعاب الفيديو لتكون عالمه الخاص الذي يشعر فيه بذاته ويحفز نظام المكافأة في المخ ويزيد من الإطلاق هرمونات السعادة ومن هنا يحدث الإدمان.

✨ نتائج الإدمان على ألعاب الفيديو :

٤/ أثبتت الأبحاث الطبية أن الجلوس أمام شاشات الحاسوب و الهواتف لمدة طويلة للأطفال يؤثر على صحة العين، مما يتسبب في إصابتها بالإجهاد ويؤدي إلى الإصابة ببعض المشكلات ومنها قصر النظر.

  • قد تؤدي ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترة طويلة إلى الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة.
  • المكوث لفترات طويلة أمام الألعاب الإلكترونية و الجلوس بوضعية خاطئة يتسبب في الإصابة بالمشكلات في العمود الفقري، فضلا على آلام الكتفين و الرقبة ومفاصل اليدين التي يشعر بها الطفل.
  • التعرض للإشعاعات المنبثقة من أجهزة الكمبيوتر او الهواتف الذكية عند اللعب يتسبب في حدوث الأرق و الإضطرابات النوم.
  • عند لجوء الطفل إلى الألعاب الإلكترونية يوميا بأوقات طويلة قد يؤثر على تفاعله مع الآخرين وقد يميل إلى الإنطواء.
  • عدم خوض أنشطة أخرى تنمي مهارات الأطفال يؤثر على قدراتهم في المستقبل.
  • قد يتعرض الطفل إلى الفشل الدراسي وعدم التحصيل الجيد.
  • القلق و التوثر الدائمين نتيجة كثرة الالعاب الإلكترونية وعدم الرغبة في التحدث مع الآخرين.

✨ علاج الإدمان على ألعاب الفيديو :

٥/ علاج الإدمان على ألعاب الفيديو يحتاج إلى ضرورة طلب المساعدة الطبية و الخضوع لعلاج نفسي و دوائي مكثف يشمل:
أ/ تقييم الإدمان:
نظرا لأن المراهقين أكثر عرضة لإدمان ألعاب الفيديو، ستتيح مقابلة الطبيب الأولية للطفل المدمن ووالديه بتقييم درجة الإدمان والتي يمكن استكمالها بخطوات دعم اجتماعي.
ب/ العلاج النفسي:
العلاج النفسي السلوكي في حالات الإدمان غالبا ما يشمل أطراف المشكلة وفي هذه الحالة سيشمل العلاج الطفل و أبويه و الإستماع لهم في مقابلات مختلفة تهدف إلى معرفة الأسباب و الإضطرابات النفسي التي أدت للإدمان وعلاجها، ويكون من خلال محاور تتضمن الطفل و أهله و تشمل:
ج/جلسات المراهق:
يتضمن العلاج النفسي المعرفي لحالات الإدمان على ألعاب الفيديو التعبير عن المشاعر وخلق مساحة عقلية تساعد اللاعب على امتلاك عواطف بديلة عن المشاعر التي يحسها أثناء اللعب وهي خطوة مهمة لتحفيز ذهن ونفسية المراهق على التغيير ورؤية البديل الافضل.
يبدأ الأمر بتشكيل تحالف علاجي بين المريض و الطبيب و تشمل الجلسات أحاديث مطولة عن بداية اللعب؟ ونوع اللعبة؟ هل لديه مشاكل يهرب منها؟ وستسمح الإجابات للطبيب بتحديد المؤشرات المهمة لشخصية المدمن.
كذلك سيحاول الطبيب أيضا تقييم وجود اضطرابات المزاج، اضطرابات القلق،الرهاب الإجتماعي، و السلوكيات الأخرى المحفوفة بالمخاطر مثل الإستخدام المفرط للمخدرات.
كما سيتم التحدث مع المراهق حول علاقته بوالديه، وعلاقته بالآخرين وهو الجانب الأصعب بسبب سيطرة خيال اللعبة عليه واستبداله أشخاصها بالأشخاص المقربين له.
د/ جلسات الوالدين:
والهدف منها في جلسات العلاج استعادة روح الحوار داخل الأسرة تمهيدا لإستعادة مشاعر الإنتماء و الثقة والرحمة بين أعضاء الأسرة الواحدة.

✅ المراجع:

1 =https://parents.berkeley edu/ad viu/teens/gameaddiction.html%7 Cititle computer Game Addiction/ work=Berkeley parents {Network/accessdate-25 June 2007

اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!