الظواهر الاجتماعية

الإدمان على الأنترنت عند الأطفال : أسبابه، مؤشراته ، تأثيراته وطرق معالجته.

الإدمان على الأنترنت عند الأطفال : أسبابه، مؤشراته ، تأثيراته وطرق معالجته

احذروا الإدمان على الإنترنت عند أطفالكم

يواجهُ العالم تحديا كبيرا وخطورات مستعصية بسبب مشكل الإدمان على الأنترنت عند الاطفال، إذ يعد الاستعمال المستمر والسلبي لشبكة الأنترنت في غياب التوعيةٍ المسبقة أوال توجيه من طرف الأهل، بل قد يكون الأهل أنفسهم سببًا رئيسيًّا في ظهور هذه المشكلة لدى أطفالهم ،وعنصرا مهما في تعميقها… لتأخذ بعد ذلك شكل “إدمان وتعلق مرضى” عند الطفل.

وقد قارب الكثيرٌ من المختصين والباحثين ظاهرة إدمان الأنترنت عند الأطفال، وقدموا العديد من الدراسات و الأبحاث من جهة تفسير أسبابه وتأثيراته وكذا الأساليب العلمية والفعالة لعلاجه.

وفي هذه السطور نقدم موجزًا نغطي من خلاله جانبًا كبيرًا من هذه الظاهرة، ونتعرف عن كثبٍ على أهم الأساليب العلاجية التي نستطيع من خلالها حماية أبنائنا من الوقوع في براثنها.

بدايةً، لا تقتصر ظاهرةُ الإدمان على تعاطي المخدرات وما شابه، وقد أشرنا بالتفصيل في مقال سابق (الإدمان على الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي) إلى تعريف الإدمان بصفةٍ عامة، واستنتجنا من ذلك أن سلوك الإنسان في استخدام شبكة الإنترنت وتعامله معها وتعلقه المفرط بها قد يندرج تحت مسمى “الإدمان”.

ما هو سرُّ إدمان الأطفال على الانترنت؟

ثمة أسباب تساهم بفعالية في انتشار ظاهرة إدمان الأطفال للانترنت، يتمثل أهمها في:

  1. توفر عنصر الجذب والتشويق والتحدي.
  2. سهولة توفر الإنترنت في المنازل.
  3. الفراغ العاطفي وغياب حضور الوالدين وإرشادهم.
  4. الافتقاد إلى السند العاطفي عند الأطفال والمراهقين.
  5. الهروب من الواقع.
  6. خلق عالم افتراضي وأصدقاء افتراضيين وعيش شخصية تناسب أفكارهم….
  7. تأكيد الذات.
  8. تقليد الأطفال للكبار ممن يستخدمون شبكة الإنترنت لأوقاتٍ طويلة.

وقد أكدت دراسةٌ أمريكيةٌ حديثة أن البيع والشراء عبر شبكة الإنترنت وبرامج الأحاديث والألعاب الإلكترونية، ونشر المواد غير اللائقة أصبحت مثل المخدرات بالنسبة لفئاتٍ من الناس الذين يشعرون بالوحدة والحساسية المفرطة، حيث يلجؤون إليها بحثًا عن عالم افتراضي للاستمتاع والإثارة دون قيود.

أشكال الإدمان على الأنترنت عند الأطفال

تختلف أشكال الإدمان على الانترنت عند الأطفال، حيث يرى كل طفلٍ متعته في الأنواع التالية:

  1. التواصل مع الآخرين عبر غرف الدردشة والشبكات الاجتماعية.
  2. مشاهدة الصور والأفلام الإباحية غير اللائقة التي لا تلائم نمو الطفل.
  3. التوجه للمواقع المعادية والرافضة للاختلاف وتعدد المعتقدات والأديان أو المشجعة على العنف أو الانتحار وتعاطي المخدرات أوالشذوذ الجنسي وغيرها.
  4. قضاء ساعاتٍ طويلةٍ على الألعاب الإلكترونية، ومتابعة أحدث إصدارتها.

الإدمان على الانترنت عند الاطفال ومخاطره الجسدية ، النفسية ، الذهنية والدراسية والاجتماعية

إن ملاحظة المخاطر الناجمة تجعلنا كمسؤولين عن أطفالنا ننظر بعين الاهتمام إلى البحث عن أفضل طرق لـ علاج ادمان الانترنت عند الأطفال. تتمثل أهم مخاطره فيما يلي:

  1. الانعزال عن أسرته، وقلة التواصل والتفاعل الاجتماعي لديه.
  2. الأرق واضطرابات النوم بعد التَّصفح الطويل والتعرض للإجهاد البدني والذهني.
  3. انخفاض المستوى الدراسي.
  4. فقدان الاهتمام بالهوايات التي كان يمارسها سابقًا.
  5. افتقاد الشعور بأهمية الوقت.
  6. الكذب على الوالدين بخصوص استخدام شبكة الإنترنت.
  7. ضعف أداء الجهاز المناعي.
  8. ركود في الدورة الدموية.
  9. زعزعة منظومة القيم الأخلاقية عند الطفل خاصة عند إدمان مشاهدة المواد غير اللائقة.

ماهي المؤشرات التي تدل على إدمان الانترنت عند الاطفال؟

تشير الكثير من الأبحاث إلى إمكانية اكتشاف ظاهرة إدمان الانترنت عند الأطفال بناءً على بعض المعايير ودون الحاجة إلى طبيب أو استشارة خبير.

فقد وضعت الطبيبة والأخصائية النفسية  كيمبرلي يونغ” Kimberly Young ” ثمانية أسئلة ، حيث تعدُّ الإجابة على خمسٍ منها بـ “نعم” دليلًا على دخول الطفل مرحلة الإدمان:

  1. هل ينشغل ذهن الطفل بما يفعله على شبكة الإنترنت قبل وبعد تركه؟
  2. هل يرى الطفل أنه يحتاج إلى عدد ساعاتٍ أكثر على الإنترنت ليصل إلى درجة الإشباع؟
  3. هل يفشل الطفل في تقليل عدد ساعات استخدام شبكة الإنترنت؟
  4. هل يشعر الطفل بتغيير مزاجه في حال ابتعاده عن الإنترنت؟
  5. هل يستخدم الطفل وقتًا أطول على الإنترنت فوق ما يحدده لنفسه؟
  6. هل وقع تراجع سلبي في التواصل والعلاقات الاجتماعية بين الطفل وأفراد أسرته؟
  7. هل يكذب الطفل حتى يخفي مدى تورطه في استخدام الإنترنت؟
  8. هل يستخدم الطفل الإنترنت ليهرب من تغير مزاجه أو مشاكله؟ 

أهم الحلول البديلة للتقليل من الإدمان على الانترنت عند الأطفال .

انطلاقا من نصائح الخبراء والمتخصصين، تتجلى بعض مظاهر العلاج من الإدمان على الأنترنت عند الأطفال في الخطوات الآتية:

  1. ضرورة إجراء الحوار الأسري واتباع أسلوب الإقناع بدلًا من الأوامر المباشرة بهدف تعديل سلوكهم في استخدام الإنترنت.
  2. اعتماد مبدأ التدرج في العلاج وتوجيه الطفل لحسن استخدام الأنترنت فيما يفيده ويكشف مهاراته…
  3. إعطاء الحرية للطفل مع وجود رقابةٍ جيدة، غير متسلطة على تصرفاته.
  4. تعويد الطفل منذ صغره على احترام الوقت وتنظيمه.
  5. إيجاد أمورٍ بديلة تساهم في علاج ادمان الانترنت عند الاطفال مثل اشتراكه في أنشطة رياضية أو فنية يحبها.
  6. السماح للأطفال باستخدام الإنترنت بعد الانتهاء من الواجبات الدراسية والمنزلية.
  7. عدم اتخاذ الأجهزة الذكية ضمن وسائل إلهاء الأطفال.
  8. عدم وضع أجهزة كومبيوتر في غرف الأطفال، وإنما تُوضع في مكان مفتوح في المنزل قابل للمراقبة.

ختامًا، فإن استخدام شبكة الإنترنت بات أمرًا ضروريًّا لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن يجب ترشيده وجعلهِ وسيلةً من وسائل النجاح في الحياة عبر مراقبة السلوكيات اليومية لتجنُّب الوقوع في براثن الادمان على الانترنت عند الأطفال. 

اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!