الصحة النفسيةالظواهر الاجتماعية

التأتأة أو التلعثم عند الأطفال

التأتأة أو التلعثم عند الأطفال: أسبابها ومظاهرها وعلاجها

✨ ما معنى التلعثم أو التأتأة عند الأطفال ؟

تعتبر التأتأة أو التلعثم ظاهرة شائعة تحدث عند الأطفال في مرحلة نموهم وقد تستمرمعهم حتى مرحلة البلوغ. وهي عبارة عن تكرار غير طبيعي للصوت أو الكلمة أو تتعطل الكلمة ولا تخرج إطلاقا.

تظهر العلامات الأولى لها عندما يبلغ الطفل حوالي 18-24 شهرا، وقد تستمر لفترة زمنية معينة.

كما يعاني الطفل من التلعثم لبضعة أسابيع أو لمدة أشهر ويختفي بعدها. أما إذا كان يحدث في أحيان كثيرة ويزداد سوءا مع ظهور بعض الحركات على مستوى الجسم وملامح الوجه…ساعتها من الضروري الاستعانة بمختص النطق واللغة لتقديم تشخيص دقيق لأسباب التلعثم وطرق احترافية للتعامل معه.

في هذا المقال، سنتناول التأتأة لدى الأطفال ونستعرض أسبابها، مظاهرها، التأثيرات النفسية والسلوكية على الأطفال، وكيفية التعامل معها وعلاجها.

١. فما المقصود بها؟
التأتأة هي اضطراب في النطق يتميز بتكرار مفردات أو أصوات أو مقاطع معينة بشكل متكرر. يمكن أن تظهر التأتأة على شكل تكرار الحروف أو الكلمات، وتمتد درجتها من البسيطة إلى الشديدة.

كما تتباين قوة التلعثم وشدته من طفل لآخر ومن حدث لغيره.

٢. ما هي أسباب التأتأة (التعلثم) ؟

هناك عدة عوامل قد تساهم في حدوث التأتأة لدى الأطفال، منها:

  • عوامل وراثية: يمكن أن تكون التأتأة مرتبطة بعوامل وراثية، حيث يكون لدى أحد الأهل أو الجدود تاريخًا من التأتأة.
  • ضغوط البيئة: الضغوط والتوتر في البيئة المحيطة بالطفل، مثل التغييرات في العائلة أو المدرسة، يمكن أن تلعب دورًا في زيادة حدوث التأتأة.
  • الجانب االنفسي ومشاعر التوتر :بسبب ضغط الاهل وعدم تشجيعهم للطفل وتحفيزه على التعبير عن مشاعره وذاته…. وعدم تقبله لأخطائه أثناء نموه وتعلمه…..
  • التطور اللغوي: في مرحلة نمو اللغة لدى الطفل، قد تكون التأتأة جزءًا طبيعيًا من عملية تطور النطق واللغة.
  • وجود مشاكل وخلل على مستوى الدماغ والرسائل التي تربط بين خلاياه العصبية والعضلات وأجزاء الجسد المسؤولة عن ذلك.

٣. ما هي أعراض التلعثم؟
تظهر التأتأة بمجموعة متنوعة من الأعراض، منها:

  • تكرار الحروف أو الكلمات.
  • التوتر الجسدي أثناء النطق.
  • تعبيرات الوجه المتجمدة أثناء التأتأة.
  • تجنب الكلمات أو الأصوات المثيرة للتأتأة.

٤. ما هي تأثيراتها النفسية والسلوكية على الطفل؟


يمكن للتأتأة أن تؤثر سلبيًا على الأطفال من الناحية النفسية والاجتماعية، مما ينعكس سلبا على تقديرهم الذاتي مستقبلا ومهاراتهم التواصلية والعلائقية….

ضف لذلك، أن الطفل في هذه الحالة قد يحاول جاهدا تجنب المواقف التي تتطلب منه التحدث و المواجهة والتعبير عن الذات والأفكار…..

يشعر الأطفال الذين يعانون من التأتأة بالإحراج والتوتر، مما يمكن أن يؤدي إلى تراجع في الثقة بالنفس والانعزال اجتماعيًا… يمكن أن يكون لهذا تأثير سلبي على تقدم الطفل في المدرسة وعلاقاته الاجتماعية.

٥. كيف يكون علاج التلعثم

والتعامل معه؟

  • الدعم العائلي: أول شيء وأهمه هو الدعم العائلي لطفلها الذي يعاني من اللعثم وصعوبة النطق؛ يجب أن تقدم العائلة دعمًا نفسيًا للطفل والتشجيع على التحدث والسماح له بالتعبير عن نفسه وإنهاء أفكاره وجمله…. بحرية دون الشعور بالعار أو إجباره على التحدث خصوصا عندما يكون غير مرتاح أو أثناء زيادة شدة تلعثمه…. بل ينبغي تشجيعه والمحافظة على التواصل البصري معه، مع الابتعاد عن إظهار علامات الانزعاج وقلة الصبر أو الغضب على وجه الأبوين….
  • زيارة أخصائي النطق : قد يحتاج الطفل إلى استشارة أخصائي النطق واللغة الذي يمكنه تقديم استشارة وتقييم متخصص.
  • تقنيات الإدارة: يمكن تطبيق تقنيات مثل تقليل سرعة الكلام والتدريب على التنفس للمساعدة في تحسين النطق.
  • العلاج النفسي: في بعض الحالات، يمكن أن يستفيد الأطفال من العلاج النفسي للتعامل مع التوتر والضغوط النفسية المرتبطة بالتأتأة.

٦. كتب ومراجع تحدثت عن الموضوع

  • “The Child Who Stutters: To the Pediatrician” بقلم Edward G. Conture.
  • “Early Childhood Stuttering Therapy: A Practical Guide” بقلم Ellen M. Kelly و Bridget A. Walsh.
  • “Stuttering: An Integrated Approach to Its Nature and Treatment” بقلم Barry Guitar.

في الختام، التأتأة هي مشكلة قد تؤثر على الأطفال في مرحلة نموهم، ومع التعامل المبكر والدعم اللازم، يمكن تحسين حالتهم ومساعدتهم على تطوير مهارات النطق واللغة بفعالية.

اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!