الظواهر الاجتماعية
أخر الأخبار

المهارات الحياتية

المهارات الحياتية

1/المهارات الحياتية هي سلوكيات تستخدم بمسؤولية وعلى نحو ملائم في إدارة الشؤون الشخصية.

إنها مجموعة من المهارات البشرية التي تكتسب عبر التعلم أو التجربة المباشرة بهدف التعامل الذكي مع المشكلات والاسئلة التي تواجه عادة حياة الإنسان اليومية. ويختلف تصنيف المهارات اعتماداً على المعايير الاجتماعية و توقعات المجتمع والصفات الشخصية للمتعلمين من حيث العمر والجنس ومستوى التعليم والمهارات التي يتقنها الفرد عن غيره، ومستوى الاستيعاب لكل منهم.


تكمن أهمية وجود المهارات الحياتية في حياة الفرد في قدرته على التكيّف مع كافّة الظروف، والنجاح في نهضة المجتمعات وازدهارها، ومُنطلق ذلك من الدين الحنيف الذي بيّن أنّ الغاية من خلق الإنسان هي إعمار الأرض وخلافتها، وقد حثّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم – على إتقان العمل والقيام به على أفضل صورة؛ إلّا أنّ نقص المهارات الحياتية لدى الأجيال الحالية يُعتبر من أهمّ المشكلات التي يجب البحث عن حلول سريعة لها، ذلك أنّ مخرجات المؤسسات التربويّة تفتقر إلى المهارات الحياتيّة، وبالتالي يفشل الكثيرون في حياتهم الوظيفية والشخصيّة؛ بسبب غياب هذه المهارات لديهم.

✨ أهميتها في حياتنا الإجتماعية والمهنية…. :

عملاً بالحديث الشريف «لا يُلدغ المؤمن من الجحر مرتين»، تتضح أهمية مفهوم المهارات الحياتية وضرورة اكتسابها واتقانها… ،حيث إنها مهارات يكتسبها الإنسان من أجل عدم تكرار الأخطاء السابقة وتحسين نمط حياته والارتقاء بعلاقاته بشكل يضمن له علاقات اجتماعية طيبة بحدود صحية.
فتعد المهارات الحياتية مهارات شخصية ونفسية واجتماعية وذهنية…. يكتسبها الفرد من خلال عدة طرق كالوقوع في الأخطاء والاستفادة من دروسها أو تعلم أشياء قبل الوقوع في الخطأ، حتى يتمكن من العيش بثقة أكبر وبقدرة عالية على تكيف مع المستجدات الحياتية وتطويرها، ويكون لديه المهارات التي تؤهله إلى تحسين فرص حياته واتخاذ قرارات جيدة في بناء مستقبله.
وبطبيعة الحال يجب أن تكون هذه القرارات مناسبة للفرد في جميع مستويات حياته الشخصية والمهنية،العاطفية والاجتماعية…. ، ومن ثم العمل على تطوير الذات والارتقاء بها إلى مستويات عليا بإتقان المهارات الحياتية، من أجل التعامل مع الآخرين بإيجابية وبأسلوب سلس فيه مزيج من الذكاء العاطفي والاجتماعي، يؤدي إلى تفادي الوقوع في الأزمات والتغلب عليها عند حدوثها،و كذا عدم ارتكاب نفس الأخطاء وتكرار نفس التجارب المؤلمة مرة أخرى.
من زاوية أخرى، يجب أن نعترف بأن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات حياتية أفضل من غيرهم، تمكنوا من التعامل مع التغييرات الطارئة التي حدثت للعالم بأكمله هذا العام بشكل أفضل، فمنذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد، فقد الكثير من الأشخاص القدرة على ضبط حياتهم بشكل فعال، كما أصيب البعض بأمراض نفسية نتيجة عدم الاختلاط أو الخوف الشديد، لذا من الضروري الاهتمام بتنمية المهارات والاستفادة من كل العواقب التي تقف في حياتنا.

✨ أنواع المهارات الحياتية :

تشكل المهارات الحياتية أهمية كبيرة للفرد منذ نشأته، لذلك فإنه بحاجة لتنميتها باستمرار لكي يتمكن من تحقيق أقصى استفادة منها؛ ومن تلك المهارات نذكر ما يلي:

  • مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار:

تعد مهارة حل المشكلات واتخاذ القرار من أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أنه لا بد للفرد أن يتمكن من حل المشاكل التي تسبب له في أي عائق.

بالإضافة إلى أن يكون قادراً على اتخاذ القرار، وإصدار الحكم بعد التأني والدراسة دون التأثر بالمؤثرات الخارجية مهما كانت قوية؛ حيث أن اتخاذ القرار الصحيح هو نجاح للذات، فهو نتيجة تفكير مستمر.

  • مهارة الوعي الذاتي والتعاطف:

تعتبر هذه المهارة أيضاً من أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أن مهارة الوعي الذاتي تساهم في زيادة قدرة الفرد على الوعي بالانفعالات التي يتعرض لها، وكذلك بانفعالات المحيطين به، ومن ثم يتمكن من استخدام هذه المعرفة في إصدار قرارات ناجحة.

بالإضافة إلى أن مهارة التعاطف تساهم في زيادة قدرة الفرد على تفهم مشاعر الآخرين، وبالتالي يكون قادراً على قراءة ردود الأفعال وتميزها من الأصوات ومن ثم يتمكن من التعامل معهم.

  • مهارة التفكير الإبداعي والتفكير النقدي :

أيضاً تندرج هذه المهارات تحت أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أن مهارة التفكير الناقد عند امتلاكها فإنها تجعل الفرد يشعر أنه قادر على إدراك الأفكار، والإحاطة بها ثم يتمكن من الحكم عليها بشكل منطقي.

أما عن مهارة التفكير الإبداعي فإنه عندما يمتلكها الشخص يصبح مدركاً للثغرات الموجودة في أي مشكلة، وبالتالي يبدأ في البحث عن مؤشرات ودلائل لسد هذه الثغرات، ومن ثم يستطيع البحث عن المؤشرات والدلائل التي تسد هذه الثغرات.

  • مهارة إدارة الوقت : تساعدك بشكل كبير في ترتيب أولوياتك حسب أهميتها في حياتك ودورها في تحقيق أهدافك….
  • الخبرة، التميز والمعرفة : للمعرفة القوية بمجال تخصصك دور مهم في جعلك مميزا فيه، ذو خبرة لايستهان بها في تسييره وتأدية مهامه وتحقيق أهدافه… كلما كنت متقنا بمجال تخصصك واهتمامك كلما كنت مميزا ومبدعا فيه.
  • مهارة إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط:

تعد هذه المهارات كذلك من أهم أنواع المهارات الحياتية؛ حيث أنها تساعد مالكها على كظم الغيظ، وضبط الانفعالات والمشاعر تجاه الآخرين، وبالتالي مواجهة التحديات والضغوط مهما كانت قوية؛ حيث يكون الإحساس الداخلي للفرد مفعم بالإيجابية والإيمان، ومن ثم تحقيق الأهداف.

  • مهارة التخطيط الذكي : قدرة الإنسان على وضع مجموعة من الآليات، الخطوات والاستراتيجيات الذكية والمنهجية لحسن تدبير أحداث الواقع والتعامل الجيد و المثمر مع كل ما نعيشه وما نختبره في كافة المجالات الحياتية ( فكريا، عاطفيا،اجتماعيا ، دراسيا، مهنيا….). للتعرف أكثر على هذا الموضوع بإمكانك ولوج رابط هذا المقال 👈” التخطيط الذكي لتحقيق الأهداف “.

✨ مقترحات لتطوير المهارات الحياتية :

هناك الكثير من الطرق المساعدة في إتقان هذه المهارات الحياتية ومنها:

  • الشجاعة والوعي بما تريد : إذ تساعدك هذه النقطة من الوعي بمتى عليك أن تقول نعم وأن يتعلم الشخص كيفية قول كلمة «لا» لم يسلبه اتزانه…. بطريقة لائقة ومن دون شعوره بالذئب، ومن دون إزعاج الطرف الآخر أيضاً. فعلى الفرد أن يتعلم ويتفهم أن هناك بعض الأشياء التي يجب أن تكون لها الأولوية بما في ذلك (الصحة، الوقت، الحياة، الأسرة).
  • تطوير اللياقة العقلية لديك : من خلال العمل على طريقة تفكيرك ،وتغييره كلما استدعى الأمر بشكل يساعدك في تحقيق أهدافك بدون أن يتعارض مع قيمك في الحياة
  • تعزيز الثقة في النفس وتطويرها باستمرار : مثلا القراءة أكثر في مجال تخصصك ، إتقان مهارة التواصل الذكي مع ذاتك اولا ومع الآخرين ،الحضور لدورات تساعدك في زيادة وعيك بذاتك واكتشاف نقط قوتك وضعفك….
📚المراجع:
مهارات أساسية لليافعين في اوضاع حياتية مختلفة – اليونيسيف اطلاع بتاريخ 13/1/2017
تعريف (منظمة الصحة العالمية ، 1994 )
[موقع موضوع – تنمية المهارات الحياتية / المفهوم ولوج بتاريخ 27/2/2018]موقع كنانة اون لاين – اهمية المهارات الحياتية – نشر بتاريخ 22 يناير 2012، اطلع عليه بتاريخ 13/1/2018 نسخة محفوظة 13 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!