الظواهر الاجتماعية

تأثير السوشل ميديا على حياة المراهق

تأثير السوشل ميديا على حياة المراهق

✨ متى نشأت السوشل ميديا؟!

ترجع جذور وسائل التواصل الاجتماعي إلى القرن التاسع عشر ميلادي، وبالضبط عام 1844م عندما نجح “صمويل مورس” في نقل رسالة إلكترونية مُشفّرة من مدينة بالتيمور إلى العاصمة الأمريكية واشنطن باستخدام جهاز التلغراف، وكانت الرسالة عبارة عن سلسلة من النقاط والشرطات الإلكترونية التي يتمّ إنشاؤها يدوياً بالضغط على الجهاز، و من هنا بقيت رسالة موريس المحطة الأولى لظهور شكل بدائي من أشكال وسائل التواصل الاجتماعي حتّى ظهور إحدى الشبكات التكنولوجية التي أنشأتها وزارة الدفاع الأمريكية عام 1969م، وهي شبكة وكالة مشاريع الأبحاث المُتقدمة (ARPANET) التي سمحت بتشارك البيانات بين أربع جامعات أمريكية ترتبط جميعها بذات الشبكة.

شهدت فترة السبعينيات من القرن الماضي العديد من التقنيات التي كانت تُشكّل نوعاً من وسائل التواصل الاجتماعي، ففي عام 1971م أُرسلت أول رسالة في البريد الإلكتروني من جهاز الكمبيوتر إلى آخر، ثمّ شهد عام 1978م إنشاء أول نظام إلكتروني يُتيح للمستخدمين التفاعل مع بعضهم عُرف بنظام لوحة البيانات (بالإنجليزية: Bulletin Board System)؛وهو نظام يتمّ تشغيله على أجهزة كمبيوتر مُتصلة بمودم الهاتف، بحيث يتمكّن مستخدِمو النظام من التفاعل مع بعضهم من خلال تلك الخودام، والمشاركة في النقاشات الجماعية، أو ممارسة الألعاب، أو تحميل الملفات وتبادلها، ويُشبه هذا النظام إلى حدٍّ كبير المُنتديات والمُدونات الموجودة في الوقت الحاضر.

شهد عام 1979م ظهور نظام مُراسلة جديد عُرف باسم يوز نت (USENET)، وبدأ هذا النظام بهدف التراسل ما بين كلّ من جامعتي ديوك ونورث كارولينا إلّا أنّه سرعان ما أصبح نظام تراسل مُعتمد بين العديد من الوكالات الحكومية والجامعات الأمريكية الأخرى، حيث سمح هذا النظام بتبادل الرسائل ضمن موضوعاتٍ أكاديمية محدّدة تُسمّى بمجموعات الأخبار (بالإنجليزية: Newsgroup)، ثم طُوّر هذا النظام بشكل أكبر في عام 1987م، وعلى الرغم من ظهور الأنظمة السابقة؛ كنظام لوحة البيانات (BBS)، ونظام “يوز نت” التي سمحت للمستخدمين بالتفاعل مع بعضهم البعض، إلّا أنّ تلك الأنظمة لم تنجح في أن تصبح شبكات تواصل اجتماعي شاملة إذ كان لكلّ منها مبادؤها و نظامها الأساسيّ المُغلق.

✨ إيجابيات السوشل ميديا في حياتنا :

أهم الإيجابيات التي يمكننا الحصول عليها من هذه المواقع، ونذكر منها ما يلي:

  • تبادل الخبرات : حيث يمكن أن تستخدم هذه المواقع في مشاركة الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات.
  • نشر الإعلانات : أصبح استخدام مواقع السوشيال ميديا للإعلان عن السلع والخدمات شيء أساسي، لأن الترويج أصبح أسهل وأسرع من خلالها مقارنة بالإعلان عبر الصحف أو الوسائل الأخرى.
  • التعبير عن الرأي : يمكن للأشخاص التعبير عن الآراء وتبادلها عبر هذه الوسائل،.
  • حملات التوعية : يمكن الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعي في نشر الحملات التوعوية الخاصة بتوعية أفراد المجتمع بالمشكلات والقضايا المختلفة في كل المجالات والقضايا المجتمعية .
  • خلق فرص عمل : أصبحت هذه المنصات وسيلة ممتازة لتسويق السلع والخدمات، مما يساعد على تحقيق الربح وترويج المنتجات للأفراد والشركات.لذا تعتبر علاج لمشكلة البطالة التي تعاني منها المجتمعات، كما تتجه الشركات للبحث عن موظفين عبر هذه المواقع.

✨ سلبيات السوشل ميديا على المراهقين ؛ نفسيا وذهنيا واجتماعيا…

3/ يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي سلبًا على المراهقين من خلال تشتيت انتباههم وتأخير نومهم وتعريضهم للتنمر ونشر الشائعات و الآراء غير الواقعية عن حياة الناس وماله من الدخول في عالم المقارنات وعدم الرضا على نمط الحياة .
وقد تكون المخاطر مرتبطة بحجم استعمال المراهقين لوسائل التواصل الاجتماعي. توصلت دراسة أجريت عام 2019 على أكثر من 6500 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا في الولايات المتحدة الأمريكية، أن أولئك الذين يقضون مايفوق ثلاث ساعات يوميًّا في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي قد يتعرضون لخطورة كبيرة بسبب مشكلات الصحة العقلية. ووجدت دراسة أخرى تم إنجازها عام 2019 على أكثر من 12000 من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و 16 عامًا في إنجلترا، أن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ثلاث مرات يوميًّا يترتب عنه ضعف الصحة العقلية والنفسية لدى المراهقين.

ولاحظت دراسات أخرى أيضًا وجود روابط بين الدرجات الكثيرة لاستخدام الوسائط الاجتماعية وأعراض الاكتئاب أو القلق. كما انتهت دراسة أجريت عام 2016 على أكثر من 450 من المراهقين إلى أن استخدام هذه الوسائل بشكل أكبر أو استعمالها أثناء الليل وما ينتج عنه من ارتباط العاطفي و تعلق بها – مثل الشعور بالضيق عند منع تسجيل الدخول – يؤثر ويحدد نوعية وجودة النوم و رفع مستويات القلق والاكتئاب.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن كيفية استخدام المراهقين لهذه الوسائل يحدد شكل ودرجة تأثيرها عليهم. وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن المقارنة الاجتماعية والتغذية المرتدة التي يبحث عنها المراهقون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المحمولة كانت مرتبطة بشكل كبير بظهور أعراض الاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، وجدت دراسة صغيرة أجريت عام 2013 أن المراهقين الأكبر سنًّا الذين استعملوا وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب سلبي مثل مشاهدة صور الآخرين، وتتبع أسلوب حياتهم أبلغوا عن انخفاض رضاهم عن الحياة. في مقابل أولئك الذين استخدموا هذه الوسائل بشكل إيجابي كالتفاعل المفيد مع الآخرين أو نشر المحتوى الخاص بهم لم يتعرضوا لهذه الانخفاضات.
وأظهرت دراسة أخرى بخصوص تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على طلاب الجامعات أنه كلما زاد استخدامهم للفيسبوك، إلا وزاد اعتقادهم أن الآخرين أكثر سعادة مما هم عليه. في المقابل كلما زاد الوقت الذي يقضيه الطلاب في الخروج مع أصدقائهم، قل هذا الشعور لديهم.


بسبب الطبيعة النابضة للشباب، يشير الخبراء إلى أن المراهقين الذين ينشرون محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي ويتشاركون حياتهم الخاصة، صورهم أو قصصهم الشخصية معرضون أكثر للتنمر أو المضايقة أو حتى الابتزاز. وهذا يدعونا إلى توعيتهم أكثر بنتائج هذه المشاركة التي تفقدهم معن ىالخصوصية، فغالبًا ما ينشر المراهقون منشورات دون مراعاة هذه العواقب.

4/ قد يكون لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى تأثيرات مختلفة على صحة ورفاهية الفتيات والفتيان فى مرحلة المراهقة، وفقا لبحث طبى جديد.
وتوصل باحثون فى جامعة إسيكس” فى بريطانيا ، إلى وجود ارتباط وثيق بين زيادة الوقت المستغرق على وسائل التواصل الاجتماعى فى سن المراهقة المبكرة (10 سنوات ) وخفض معاني الراحة والرفاهية فى مرحلة لاحقة من سن المراهقة (10 – 15) بين الفتيات.
وقالت الدكتورة كارا بوكر:” توحى نتائجنا إلى أنه من المهم مراقبة التفاعلات المبكرة مع وسائل الإعلام الإجتماعية، خاصة الفتيات ، لأن هذا قد يكون له تأثير على الرفاهية فى مرحلة لاحقة من المراهقة ، وربما خلال مرحلة البلوغ “.
وتوصل الباحثون إلى أن المراهقات يستخدمن وسائل التواصل الإجتماعى أكثر من الفتيان ليتساوى التفاعل بهذه الوسائل بين الفتيان والفتيات على حد سواء مع التقدم فى العمر.. ففى سن الثالثة عشرة، كان حوالى نصف الفتيات يتفاعلن على وسائل التواصل الإجتماعى لأكثر من ساعة فى اليوم، مقارنة بثلث الأولاد فقط .. وببلوغ الـ 15 عاما ، زاد كل من الجنسين من استخدامهم لوسائل التواصل الإجتماعى ، لكن الفتيات واصلن استخدام هذه الوسائل أكثر من الفتيان ، حيث تفاعل 59% من الفتيات ، مقابل 46% من الفتيان مع وسائل التواصل الإجتماعى لمدة ساعة أو أكثر فى اليوم .
وتشير المتابعة إلى أن الرفاهية تنخفض خلال فترة المراهقة لدى كل من الأولاد والبنات إلى جانب تقلص تقدير الذات لديهم وزعزة ثقتهم بأنفسهم ، كما يتجلى ذلك فى مدى شعورهم بالسعادة والجوانب الرفاهية الأخرى.

✨ مقترحات للحد من التأثير السلبي للسوشل ميديا :

هناك خطوات يمكنك اللجوء إليها لتشجيع الاستخدام المسؤول والواعي لوسائل التواصل الاجتماعي والحد من بعض آثارها السلبية. نذكر منها مايلي :

  • ضع حدودا معقولةً: تحدث إلى ابنك المراهق حول كيف يتجنب تدخل وسائل التواصل الاجتماعي في أنشطته أو نومه أو وجباته أو واجباته المدرسية. شجع روتين ما قبل النوم الذي يشمل الامتناع عن استخدام الوسائط الإلكترونية، وأبق الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية خارج غرف نوم المراهقين. كن قدوة من خلال اتباع هذه القواعد بنفسك.
  • راقب حسابات ابنك المراهق: أخبر ابنك المراهق أنك ستتحقق بانتظام من حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي. قد تقوم بذلك مرة واحدة في الأسبوع أو أكثر. تأكد من الاستمرار.
  • اشرح الأمور غير المناسبة: حذّر ابنك المراهق عن النميمة أو نشر الشائعات أو التنمر أو الإضرار بسمعة شخص ما – عبر الإنترنت أو غير ذلك. تحدث إلى ابنك المراهق حول ما هو مناسب وآمن لمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي.
  • شجّع الاتصال المباشر مع الأصدقاء: هذا مهم خصوصًا للشباب المعرضين لاضطراب القلق الاجتماعي.
  • تحدّث عن وسائل التواصل الاجتماعي: تحدّث عن عاداتك في وسائل التواصل الاجتماعي؛ اسأل ابنك المراهق كيف يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تؤثر على شعوره، ذكّره بأن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالصور غير الواقعية والا يصدق كل ما يراه عليها…
📚المراجع:
“The Evolution of Social Media: How Did It Begin, and Where Could It Go Next?”, online.maryville.edu, Retrieved 16-12-2020. Edited. ↑ “The History of Social Networking: How It All Began!”, 1stwebdesigner.com,13-2-2016، Retrieved 16-12-2020. Edited. ↑ Ken Sundheim (6-9-2011), ” A Brief History of Social Media”، www.businessinsider.com
اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!