رواية ” قواعد العشق الأربعون” للكاتبة والروائية ” إليف شافاق “.
قاعدة: "لا حياة من دون عشق".
حول رواية ” قواعد العشق الأربعون” للكاتبة والروائية ” إليف شافاق “.
” قواعد العشق الأربعون” نص يخلط حدود الزمان، يتطرق لحكايتين/ قصتين متباينتين من عصرين مختلفين:
الأول الزمن المعاصر(2008)؛ ويسرد قصة «بيلا» الإنسانة العادية، ربة البيت ،متزوجة وأم لثلاث أبناء…تعمل لصالح وكالة أدبية كلفتها بمهمة كتابة تقرير حول رواية
«الكفر الحلو» للمتصوف «عزيز زاهار».
كما تنقلنا الرواية إلى القرن 13 ؛ وما كانت تمر به الأمة الإسلامية من ظروف صعبة، نكسات كثيرة…انتشار الخوف، الظلم…الحاجة للهروب من ويلات المجتمع، وبث الأمل في النفوس…
خلال هذه الحقبة حدث لقاء «جلال الدين الرومي» كعالم وخطيب ومتصوف…بمرشده الروحي «شمس الدين التبريزي» = نهران يصبان في محيط العشق الإلهي…
✨ القواعد الأربعون «لدين العشق» لشمس التبريزي: الدرويش الجوال
•إنها عبارة عن قائمة مبادئ شاملة ذات معاني عميقة موجودة داخل كل إنسان على مر الأزمان، وبغض النظر عن الانتماءات الفكرية والدينية… راكمها ” شمس التبريزي” خلال جولته الداخلية مع ذاته…ورحلاته الخارجية واحتكاكه بمختلف فئات المجتمع ( المنبوذين….) مما مكنه من الوقوف على العديد من المتناقضات داخل المجتمع وفي صفوف الكثيرين ( رجال الدين ،المثقفين، الناس البسطاء….).
✨ هــــــدفـــــهــــــا:
نشر المحبة، السلام، العفو، الأمل … الإصلاح الداخلي والدعوة إلى الدخول في غمار الذات مع إزالة كل ما يحجب معاني الرحمة والسكينة والمحبة اللامشروطة … ف«الجهاد الداخلي/ جهاد النفس»….يغرق في «الكفر الحلو»
•التوحيد بين الناس والأديان، والتأكيد على وجود الحب داخل كل منا. موضحا أن دين الإسلام هو دين العشق و التسامح، الرحمة والاحترام، السلام والتقبل
✨ وهنا نقترح عليكم أهم الأفكار و التصورات التي تمت الإشارة إليها في شكل قواعد وأقوال، بخصوص العديد من المواضيع التي تهم الحياة والوجود، الحب والصبر….
✅فــي الحــيــاة:
•إنها مجموعة متسلسلة من الولادات والوفيات: ولادة لحظات/تجارب جديدة يترتب عنه موت التجارب القديمة…. «نموت قبل أن نموت» •الأشياء تظهر من خلال أضدادها…..وجود المعاناة ونقيضها السعادة، لهذا ينبغي تقبل الحياة بكل ما فيها ….بمختلف تناقضاتها، بمساوئها ومحاسنها وبتقلباتها… لا تعترضها ولا ترفضها لعلها ستقلب موازينك للأفضل…خاصة وأنك لا تعرف إن كان الجانب الذي اعتدت عليه هو الأفضل لك….
•قاعدة : « ليس من المتأخر مطلقا أن تسأل نفسك، هل أنا مستعد لتغيير الحياة التي أحياها؟ هل أنا مستعد لتغيير نفسي من الداخل؟»
•قاعدة : “لا حياة من دون عشق“.
لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي أم دنيوي، غربي أم شرقي…فالانقسامات لا تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسامات.
ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف.
“إنه كما هو نقي وبسيط.”
•قاعدة: « لا تحاول أن تقاوم التغيرات التي تعترض سبيلك، بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق إذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك أن تعرف أن الجانب الذي اعتدت عليه أفضل من الجانب الذي سيأتي؟»
•في رحلة الحياة وطريق التغيير : لا تهتم إلى أين سيقودك الطريق…ركز على الخطوة الأولى، تحمل مسؤوليتها.. بعدها كل شيء سيحدث تلقائيا.. «لا تسيري مع التيار، بل كوني أنت التيار»
•قد ينتابك التردد والشك…عادي بل مفيد، هذا يعني أنك دائم البحث.
•الشك خطوة تدفعنا للأمام والتطور…
✨ فـــي الـــعـــشــق:
•إنه جوهر الحياة، يطهر القلوب …… طاقة تشافي ،يحرر من القلق والخوف..
•الحب رهيف على نحو ممض، وقوي على نحو مدهش، أشبه بالحرير….
•يطرق باب الجميع، حتى أولئك الذين يرفضونه…. الحب متأصل فينا وداخلنا منذ ولادتنا وينتظر الفرصة التي يظهر فيها
•يجعل قلبك دليلك في الحياة و أكثر انفتاحا عليها…
•العشق ماء الحياة، والعشيق هو روح من النار •رحلة حب داخلية تجعلك تتقبل الحياة بمساوئها ومحاسنها، تقبل الشوكة والوردة معا.
•الفكر يختلف عن الحب « يتكون الفكر والحب من مواد مختلفة. فالفكر يربط البشر في عقد، لكن الحب يذيب جميع العقد. إن الفكر حذر على الدوام وهو يقول ناصحا: احذر الكثير من النشوة، بينما الحب يقول: لا تكترث ،أقدم على هذه المجازفة. وفي حين لا يمكن أن يتلاشى بسهولة، فإن الحب يتهدم بسهولة ويصبح ركاما من تلقاء نفسه. لكن الكنوز تتوارى بين الأنقاض. والقلب الكسير يخبئ كنوزا»
قاعدة: “إن السعي وراء الحب يغيرنا“. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل والخارج»
* قاعدة: « إننا لسنا بحاجة للبحث عن الحب خارج أنفسنا، بل كل ما علينا عمله هو أن نتمكن من إزالة العقبات التي تبعدنا عن الحب في داخلنا».
✨ دين الإسلام هو دين العشق
* كل البشر متصلون ببعضهم البعض وبسلسلة من القلوب
* قاعدة : «تنبع معظم مشاكل العالم من أخطاء لغوية ومن سوء فهم بسيط. لا تأخذ الكلمات بمعناها الظاهري مطلقا. وعندما تلج دائرة الحب، تكون اللغة التي نعرفها قد عفى عليها الزمن، فالشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بكلمات، لا يمكن إدراكه إلا بالصمت»
✨ فـــي عــشــق الله عــز وجــل:
•الله أقرب إلينا من حبل الوريد، يقبع في داخل كل منا …. لا يتخلى عنا
•البحث عن الله متجذر في قلوب كل الناس
•رحلة البحث عن الله: مع أنه لا يمكن العثور عليه بالبحث عنه، لكن الذي يبحث عنه هو فقط من الذي يستطيع ايجاده…
•قلب العاشق الحقيقي هو مكان تربع عرش الله
•معرفة الله من خلال كل مخلوقاته…بما فيها الإنسان،إنه كتاب مفتوح (قرآن متنقل).
* « لا تحكم على الطريقة التي يتواصل بها الناس مع الله، فلكل امرئ طريقته وصلاته الخاصة. إن الله لا يأخذنا بكلمتنا، بل ينظر في أعماق قلوبنا…وليست المناسك أو الطقوس هي التي تجعلنا مؤمنين، بل إن كانت قلوبنا صافية أم لا» ، «إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا. فإذا لم يكن الله يجلب إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدرا كبيرا من الخوف والملامة يتدفق في نفوسنا. أما إذا رأينا الله مفعما بالمحبة والرحمة، فإننا نكون كذلك»
*«إن الله منهمك في إكمال صنعك، من الخارج ومن الداخل. إنه منهمك بك تماما. فكل إنسان هو عمل متواصل يتحرك ببطء لكن بثبات نحو الكمال. فكل واحد منا هو عبارة عن عمل فني غير مكتمل يسعى جاهدا للاكتمال.
*” إن الله يتعامل مع كل واحد منا على حدة لأن البشرية لوحة جميلة رسمها خطاط ماهر تتساوى فيها جميع النقاط من حيث الأهمية لإكمال الصورة».
*«يقبع الكون كله داخل كل إنسان-في داخلك. كل شيء ترينه حولك، بما في ذلك الأشياء التي قد لا تحبينها، حتى الأشخاص الذين تحتقرينهم أو تمقتيهم، يقبعون داخلك بدرجات متفاوتة. لذلك لا تبحثي عن الشيطان خارج نفسك – أيضا. فالشيطان ليس قوة خارقة تهاجمك من الخارج، بل هو صوت عادي ينبعث من داخلك. فإذا تعرفت على نفسك تماما، وواجهت بصدق وقسوة جانبيك المظلم والمشرق، عندها تبلغين أرقى أشكال الوعي. وعندما تعرفين نفسك، فإنك ستعرفين الله»
•الإيمان والقيام بمختلف العبادات بدون محبة.. يبقى مجرد كلمة خالية من الحياة.
•حب الله محيط لا نهاية له، وكل واحد يحاول أن ينهل منه أكبر قدر من الماء…هذا يعتمد على مدى حجم الكوب الذي يستخدمه.
* الله حي حميد…عندما تحبه محبة نقية خالصة خالية من أية مصلحة وتزول الانقسامات وتختفي.
* لا يبقى هناك ما يدعى «أنا» …تنتمي لمملكة الحب وإلى المحبوب… يختفي الخوف، الصراع، التباهي، التدين المتعصب، رفض الاختلاف….تزول القراءة السطحية الجزئية للقرآن النظر لجوهره وأخذه ككل.
•لا تراتبية في الإسلام، يحق لكل إنسان أن يبحث عن الله = من عرف نفسه، عرف الواحد الأحد
•الخصم الوحيد الذي يحاربه المسلم هو «النفس»، بعيدا عن التطرف والكراهية، ورفض تناقضات الحياة واختلاف الناس…
•أن تحب نفسك وتحب الآخر يعني أن تتقبله بمحاسنه ومساوئه .. هنا التحدي الحقيقي؛ تحب الأشياء الجيدة والسيئة معا ،تتقبلها لتتجاوز هذه الأوصاف نحو تقبل الحب في كليته.. والحب اللامشروط « هنا والان»
•سبب معاناة معظم البشر إن لم نقل الكل هو الانفصال عن الله الواحد الأحد .
✨ فـــي الصــــبـــر:
• عشاق الله صابرون على الدوام…..
يدركون جيدا أن الهلال كي يصبح بدرا يتطلب الوقت والصبر…
•« لا يعني الصبر أن تتحمل المصاعب سلبا، بل يعني أن تكون بعيد النظر بحيث تثق بالنتيجة النهائية التي ستتمخض عن أي عملية.
✅ ماذا يعني الصبر؟ إنه يعني أن تنظر إلى الشوكة وترى الوردة، أن تنظر إلى الليل وترى الفجر.»
•«مهما حدث في حياتك، ومهما بدت الأشياء مزعجة، فلا تدخل ربوع اليأس. وحتى لو ظلت جميع الأبواب موصدة، فإن الله سيفتح دربا جديدا» كن متيقنا من ذلك
•احمد الله على كل ما منحك إياه، واحمده على ما حرمك منه..
✨ •في التعامل مع الزمن:
الماضي ، الحاضر، المستقبل
•المستقبل وهم ، الماضي تفسير…العالم لا يتحرك عبر الزمن في خط مستقيم…من الماضي نحو المستقبل…بل يتحرك من خلالنا وداخلنا، في لوالب لا نهاية لها
•العيش في الماضي دوامة قد تنجرف معها إذا ركزت عليها وعشت حاضرك فيه…فيضيع عليك عيش اللحظة.
•أخرج الماضي والمستقبل من العقل، واحرص على البقاء في اللحظة الحالية لأنها هي كل ما كان وما سيكون، لن يبقى بعدها ما يخيفك…
•اللحظة هي كل ما نملك……كل شيء يحدث في حينه
•الكون يتحرك بإيقاع معين منظم، لا مجال للصدفة فيه…كل شيء يحدث وفق خطة إلهية محكمة
•الموسيقى تغلف كل أشكال الحياة….
لا تحاول التحكم في كل شيء في الحياة وتوجيهه وفق خيارات عقلانية، فهذا قد يؤدي لتوقعات خاطئة وإحباطات كثيرة، لأنك كتلك السمكة تحاول التحكم في المحيط الذي تسبح فيه. هذا لا يعني التقاعس ، وعدم العمل، بل افعل ما عليك فعله حسب قدراتك وإمكانياتك واترك الباقي لله عز وجل. هناك أشياء تتجاوز وعينا وقدراتنا…
الإيمان المفرط بقوة العقل في إدراك الحقائق يدخل المرء في مادية مفرطة، لأن للعقل حدود.
*الاتجاه للروحانية والإيمان بما يطلق عليه « الصوفيون» «الفراغ»: العنصر الإلهي الذي لا يمكن تفسيره أو التحكم فيه أو فهمه ومع ذلك يجب أن ندركه طوال الوقت….. تقبلي الفراغ هذا سيجعلك أكثر هدوءا وطمأنينة.
✨ فــي الــحقــيقــة:
*إن الطريقة الى الحقيقة تمر من القلب، لا من الرأس. فاجعل قلبك لا عقلك، دليلك الرئيسي. واجه، تحد، وتغلب في نهاية المطاف على النفس بقلبك. إن معرفتك بنفسك ستقودك إلى معرفة الله»
•هناك نوع من الناس يكرهونك بمجرد أن تخبرهم بالحقيقة…يرفضونها ويرفضونك معها….يزداد الرفض والكراهية أكثر إذا تحدثت عن «الحب» •الناس تميل للاستخفاف بما لا تفهمه
✨ في التعامل مع الناس:
•عدم التدخل في شؤون الاخرين، لأنك لا يمكن أن تغيرهم، كما سيصيبك هذا الأمر بالإحباط … •عليك بالإذعان، وهو شكل من أشكال القبول السلمي للغير ولشروط الكون وللأمور التي لا تستطيع تغييرها أو فهمها حاليا.
•تحرر من الاهتمام برأي الناس فيك…وحرصك المستمر على إرضاءهم وموافقتهم..
لن تتخلص من نقدهم مهما حاولت. طريقة تعامل الناس معك، هي انعكاس لتعاملك مع ذاتك وتصورك حول نفسك…إذا أردت تغيير معاملتهم وتحويلها للاحترام…غير معاملتك لذاتك.
*تحرر من كل تعلق : الشهرة ، المال، القوة….
*الكون كائن واحد، نحن مرتبطين ببعض…سواء أدركنا ذلك أم لا.بالرغم من اختلافاتنا… فلا يوجد شيء يدعى «هم» ولا «أنا» = كل شخص مرتبط بالآخر…
*كل كلمة تنبعث من فمك لا تتلاشى ، بل يبقى أثرها في الفضاء اللانهائي…ستعود إلينا في الوقت المناسب.
*معاناة شخص واحد تؤذينا جميعا، بهجته تبهجنا جميعا…. كلنا مرتبطون ببعض، الأسماء تتغير تأتي وتذهب، لكن الجوهر يبقى ذاته…
*كن رحيما ولا تكن نماما، توقف عن القيل والقال….
*توقف عن الحكم على الآخرين من مظهرهم أو من هم…حاول التعرف على عالمهم الداخلي وقلوبهم.
•توقف عن الرغبة في فرض أفكارك وقناعاتك عليهم…وجعلهم مشابهين لك بغض النظر عن اختلافاتهم…التي خلقها الله بذاك الشكل
•عدم احترامك لهذا الاختلاف هو عدم احترام للنظام المقدس الذي وضعه الله في كونه
•الحكم على الآخرين، انتقادهم، اغتيابهم، إدانتهم والتركيز على أخطائهم… وتنصيب نفسك العارف الصالح والزعيم الأخلاقي…وقدفهم بالإثم… إثم كبير نهى عنه القرآن …الكثير من الناس لا تتوقف عن فعله واصلا لا تراه إثما…
•الشخص الذي يتذمر من الآخرين ومن أخطائهم…غالبا يكون هو نفسه مخطئا.
•ركز على علاقتك الداخلية مع الله، اجعل الله وحده دليلك ….تحرر من كل قيد داخلي يمنعك من رؤية الحب الكامن فيك،ومن معرفة الله ……بدل رصد عيوب الآخرين
• تحرر من عبودية الأصنام.. بما فيها أراك ، وتخلص من الرغبة المفرطة في الشهرة….
•آمن بقيمك ومبادئك، لا تفرضها على الناس..
•كن متواضعا ومعتدلا بقلب رحيم، مشع بالحب.
2 تعليقات