مؤشرات تدل على النضج العاطفي

مؤشرات تدل على النضج العاطفي
١/ إن الشخص من غير مشاعر حية يكون بمثابة رجل آلي، ومشاعر الحب هي التي يشعر من خلالها الشخص بالمتعة والبهجة والسلام….كما تساعده في تعزيز علافته الايجابية بي ذاته وبالاخرين في جميع المراحل العمرية، خاصة مرحلة الشباب وهي التي تنطوي على مرحلة النضج، وقد يكون الفرد ناضج زمنيا و عمريا، ولكنه يكون غير ناضج عاطفيا.
وأي خلل في هذا النوع من النضج قد ينتج عنه فوضى كبيرة في الكثير من الأحيان في حياة الإنسان سواء نفسيا، ذهنيا، اجتماعيا ، مهنيا….. كما تنعكس على كل من يكونون بجانبه.
و يعد النضج العاطفي من أهم أنواع النضج الذي يجعل الشخص يحس بالعاطفة القوية والمتزنة اتجاه الحياة ونحو الكثير من الأشخاص ممن حوله مع حسن إدارة هذه المشاعر واستثمارها بذكاء، لذا فهو من أهم الأشياء التي تميز الأشخاص بصورة دائمة ومستمرة.
ويرتبط هذا النوع من النضج بالتطور الشخصي وخوض التجارب الحياتية وتكوين العلاقات، أكثر مما يتعلق بالحصول على المعلومات أو اجتياز الدورات المرتبطة بالذكاء العاطفي، وهو يتعلق بصورة كبيرة بالسلامة النفسية. الأذكياء عاطفيا حسب دراسات مختلفة هم أكثر سعادة وتمكنوا من تحقيق نجاحات أكبر من حياتهم.
٢/ النضج العاطفي هو سمة أساسية وقدرة سيكولوجية مهمة لتحقيق النجاح و السعادة في الحياة و العلاقات، إذ يمكننا أن نوضح هذا المفهوم في جملة واحدة :”أنت مختلف عني،لكن أحترمك و أقدرك”، لأن الطريقة التي نفكر بها هي الطريقة التي نعبر عن مشاعرنا من خلالها و نتصرف على أساسها أيضا، وبمجرد أن يتم تكامل الفكر و العاطفة؛ فإن طاقة الجسم تنضبط في نغم واحد، وذلك عبر لغة العاطفة التي تؤكد وجودنا في هذا العالم…
ونظرا لأن العواطف غير الناضجة قد تحدث فوضى في حياة المرء و المحيطين به، ارتأينا أن نقدم لكم بعض العلامات والمؤشرات التي تميز الشخص الناضج عاطفيا وهي كالتالي:
– القدرة على منح وتلقي الحب: حيث يمتلك الشخص الناضج عاطفيا، إحساسا بالأمان يحول دون جرح مشاعر الآخرين ويكون قادرا على إدراك حاجاتهم ، وبالتالي القدرة على العطاء ماديا و معنويا. فالشخص الناضج عاطفيا يمكنه التعبير عن الحب بكل سهولة مع قدرته على تلقي واستقبال محبة الأشخاص الآخرين بأي طريقة عبروا بها عن هذا الحب.
– مواجهة الواقع و التعامل مع صعوباته: يمكن قياس مستوى النضج العاطفي بالدرجة التي يواجه بها الشخص مشاكله أو يتلقى حدوثها، حيث يتحدى الناضجون مشاكلهم، ولا يتهربون منها أو يتجاهلون حدوثها.
✨ النضج العاطفي سيكولوجيا :
النضج العاطفي يعني القدرة على قبول واقع الناس و الأشياء كما هي، وهو ما يذهب إليه أيضا “سيرخيو دلجادو” الذي يرى أن النضج العاطفي هو “قبول ما يحدث في الحياة، ليس بشكل سلبي لكنه قبول أفضل الخيارات بالنسبة له باستخدام معايير حقيقية وصادقة و نزيهة”.
٢/ يستعمل مصطلح ” النضج العاطفي ” لوصف الأفراد ذوي الذكاء العاطفي المرتفع الذين بمقدورهم فهم عواطفهم من جهة ومشاعر الآخرين من جهة أخرى، ويمتلكون مهارات اجتماعية تمكنهم من تكييف سلوكياتهم مع البيئة المحيطة بهم، والتحكم في مشاعرهم من أجل تحقيق أهدافهم.وفقا لسونيا أرياس المتخصصة في علم النفس.
ويرتبط النضج العاطفي بالتطور الشخصي وخوض التجارب و بناء العلاقات أكثر مما يرتبط بالحصول على المعلومات أو اجتياز الدورات المتعلقة بالذكاء العاطفي، وهو يرتبط بشكل كبير بالسلامة النفسية، فالأذكياء عاطفيا وفق – دراسات مختلفة- أكثر سعادة و استطاعوا تحقيق نجاحات أكبر في حياتهم.
✨ كيف تعرف أنك ناضج عاطفيا ؟!
٤/ يمكن لنا القول بأن الشخص ناضج عاطفيا من خلال مجموعة من الدلائل والمؤشرات، نذكر منها:
– يلاحظ أنه على خطأ: وحينها يقر بذلك ويتعامل معه بهدوء، ولا ينجرف إلى الدفاع أو إنكار المسؤولية، كما لا يشعر بالخجل، بل يتعامل بقدر كبير من التعاطف الذاتي و الشجاعة.
– يكون واعيا بالتحيزات: إن التنميط هو ما يساعدنا على التفاعل الإجتماعي، نعم، وبالرغم من ذلك فالوعي الناجع والفعال بما يحدث داخلنا من تنميط وتحيز وتبني أفكار ومعتقدات قبلية وسابقة… يمكننا من التعرف على تأثيرها في قراراتنا و أفعالنا، ويمكننا بالتالي من مواجهة و تعديل هذه السلوكيات. كما أنه يعرف مميزاته بشكل عام ويشغل ذلك بحكمة.
– القدرة على مواجهة الواقع و التعامل معه.: مستوى نضج أي شخص يمكن قياسه بالدرجة التي يواجه بها مشاكله أو يتجنبها، الناضجون يتحدون مشاكلهم. بينما غير ناضجين يتهربون منها أو يتجاهلونها.(١)
✨ خطوات تطوير نضجك العاطفي
٥/ من خلال سلسلة من الخطوات، ومن خلال الدخول في تجارب وكثرة التفاعلات يمكن تنمية المهارات و الوصول إلى النضج العاطفي، ومنها:
- الوعي بالذات: وهو من قيم الذكاء العاطفي و أكثر ما يدعم هذا النوع من النضج؛ عند ضبط هذه العواطف و التعامل معها، احتواء ها وتقبلها يساهم بشكل كبير في تكامل المزعج منها وإعادة استثماره بما يخدمك…. ولتنمية الوعي بالنفس على الشخص أن يجرب كتابة يوميات عن العواطف كل ليلة قبل الدخول إلى النوم و الكتابة عن العواطف التي مر بها طوال اليوم و فكر فيها.
- الإبتعاد حين يكون ضروري (فن المسافات) : إن التعلق ليس أمرا سيئا بالضرورة، فعلاقات الشخص بمن يحب تساعده في التطور و النمو، مع ذلك فإن التعلق بالآخرين و الأشياء و الذكريات التي تتردد في العقل كثيرا ما تولد ألما كبيرا لا يعيه الشخص أحيانا، لذا فالنمو العاطفي يعني عيش الحاضر و التخلص من الماضي، والوعي بكيفية فصل الذات عن الأفكار و الذكريات و الأحداث، و إدارتها بطريقة تدفع للتطور.
- التوقف عن الشكوى: انتقاد الشخص المتواصل لنفسه و للآخرين يعني الشلل، النضج العاطفي يعني أن يكون الشخص واقعي و أن يكون في حركة مستمرة، ويتعلم الشخص من الأخطاء و تجاوزها و التعلم من تجارب الآخرين.
- تحمل المسؤولية: وهذا يعني أن يسأل الشخص دائما فما يمكنه فعله لإصلاح أمر ما، وأن يفهم أيضا الحد بين ما يهيمن عليه و يتحكم به وما يفعله الآخرون دون تأثير منه.(٢)
*المراجع:
1/ Https://www.filsof.com
2/ Https://ar.thpanorama.com
تعليق واحد