الظواهر الاجتماعية
أخر الأخبار

الأزمة الحالية (وباء كورونا) وتطوير الوعي الذاتي .

وراء كل محنة منحا كثيرة ودروسا ملهمة.. لكل منتبه ومراقب..


الأزمة الحالية (وباء كورونا) وتطوير الوعي الذاتي .

💡 الآن ، ونحن على مشارف الشهر الخامس من ظهور “وباء كورونا”، وما ترتب عنه من انقلابات وتغيرات كثيرة مست مختلف جوانب الحياة : الاقتصادية، السياسية، العلمية والفكرية، الذاتية والعالمية.. .جعلنا نعيد النظر في عدة ملفات ذاتية واجتماعية وكونية….حاملا معه عِبَرا كثيرة ودروسا ملهمة، تحتاج الالتفات لها بوعي مختلف عن ما قبل “كورونا”.

شِئْنا أم أبينا الوعي الإنساني قبل هذه الأزمة لن يكون هو نفسه بعدها.

الأزمة الحالية (وباء كورونا) وتطوير الوعي الذاتي

* من بين أهم الدروس التي حملتها معها هذه الأزمة، هي  : 


✔️ ا
لاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في العنصر البشري والعقل الإنساني. وتزويده بمناعة فكرية ونفسية تؤهله للتعامل الذكي مع تقلبات الحياة، والتكيف معها بشكل يحقق له الاكتفاء الذاتي على مختلف المستويات النفسية والاجتماعية والمادية….
✔️
الحياة تتغير وتتطور  باستمرار…والشيء الوحيد الثابت فيها أن “لا شيء ثابت”.
✔️ الحياة مليئة
بالمفاجآت واللامتوقع، لذا ينبغي على مختلف عناصر المجتمع، أفرادا كانوا أو مؤسسات دولة بمختلف أنظمتها وبرامجها ومخططاتها… الاشتغال وفق استراتيجيات متنوعة تستحضر خططا احتياطية ومتعددة ( خطة A و B….) تجعلها قابلة لاحتواء اي تغير طارئ قد يحدث.
✔️
الاستثمار القوي في التعليم والتنوير…في إطار رؤية مسؤولة ومرنة وذكية ومتجددة باستمرار، لاستيعاب هذا التغير السريع في إيقاع الحياة ونمط التفكير العالمي والمحلي… سواء على المستوى العلمي او الاقتصادي أو السياسي.بعيدا عن برامج تعليمية ومقررات تجتر ما قيل في زمن ولَّى وانقضى، له خصوصية مغايرة عن المستجدات الحالية. وهنا يحضرني قول ل “فولتير” : ✳️ سُئلت: عمن سيقود الجنس البشري؟  فأجبت: الذين يعرفون كيف يقرؤون✳️📚
↙️  وبالتالي، فالأمم والشعوب القوية يقودها الفكر البناء، الحر والمسؤول… و الحضارات الحقيقية يصنعها العلم والوعي السليم، المستنير و المتزن….

مواجهة الأزمات والأمراض.. تتم على يد من قرأ وتعلم ونفع البشرية بما درس.. وليس على يد المهرجين. صدقت يا “فولتير” : سيقودنا من يعرف كيف يقرأ📚🕊️. لذا كن  منتبها وانتقائيا، فليست كل قراءة تصنع وعيا حقيقيا ونافعا… 💡
✔️بناء مشروع إنسان واعي بفكر نقدي، حر ومسؤول ومنفتح على المعرفة والوعي، يعرف كيف يتعامل مع مشاعره وأزماته المحتملة… ويُتقن قيادة حياته وواقعه لخلق حياة تليق بإنسانيته وكرامته، متمكنا فيها من مهارات ” فن الحياة والعيش السليم ” الذي يرتقي به نحو الأفضل في حياة كما يريدها هو لا كما يريدها الاخرون….
✔️ على المستوى الذاتي، ينبغي على الإنسان تحمل نصيبه من  المسؤولية فيما يخص حياته ومجتمعه، ويحرص باستمرار على الاستثمار في نفسه وتطوير وعيه في مختلف المجالات خاصة الوعي السيكولوجي و المالي، بعيدا عن لعب دور الضحية وعيش الدراما والبقاء سجين دائرة الشكوى والتذمر.
✔️ كشفت هذه الأزمة والحجر المنزلي أن
مصدر الدخل الواحد لا يكفي، لذا لابد لكل شخص أن ينوع مصادر دخله ويزيد من وعيه وفهمه لكيفية التعامل مع المال.. واستثمار الفرص التي تأتيه بما فيها الأزمات.” إن أفعالنا لن تكون حكيمة إلا بحكمة أفكارنا، وأفكارنا لن تكون حكيمة إلا بحكمة تفهمنا للأمور” كما يقول الكاتب ورجل الأعمال ” جورج كلاسون” في كتابه الشهير ” أغنى رجل في بابل “.

إن الكثير من الناس خلال مختلف الأزمات العالمية، خاصة أزمة كورونا، خسروا ويخسرون الملايين. ولكن في الجهة المقابلة نجد الكثير منهم اغتنموا الأزمة وازدادوا ثراء وحققوا الملايين. يبقى السؤال هنا ، كيف يحقق الإنسان دخلا ماديا قويا؟ كيف يُنوع مصادر دخله؟ وكيف يتقن اغتنام الفرص واستغلالها لما يخدم ثراءه وواقعه ؟
⬅️  أسئلة من المهم أن يطرحها كل واحد فينا على نفسه بين الحين والآخر، ليطور من ذاته ويحصن نفسه أكثر. وفي هذا الباب نجد كتبا كثيرة  لأشخاص جربوا الفقر وجربوا الثراء، وفهموا لعبة المال ونقلوا تجربتهم للإنسانية. مثلا ،كتاب أغنى رجل في بابل ، فكر وازدد ثراء، أسرار عقل المليونير….الخ.

فهناك وفرة في المعارف والمعلومات، في مختلف المواقع الإلكترونية و الكتب الورقية، الإلكترونية و المسموعة.⬅️ ما عليك إلا أن تتخذ قرارا ببناء وعي جديد يساهم في تطورك وتحقيق أهدافك ونموك فكريا ونفسيا وماليا…الأمر الذي ينعكس إيجابا على حياتك وواقعك.
✍️ذة. مريم الشيخي

اظهر المزيد

مريم الشيخي

أستاذة الفلسفة ،باحثة في علم النفس و مهتمة بكل ما له صلة بالإنسان في مختلف أبعاده وجوانبه.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. قرات واستفدت…وليس كل ما يقرا يفيد…هي تصورات تنم عن تبصر نافذ وليس تاملات فلسفية …وضعت اصبعك بدقة على مكمن الخلل وكيفية تجاوزه…خطط استباقية تتضمن حلولا احتمالية لكل وضع مهما تعقد…وابرز شيء فيها هو المحور الاساسي الذي بامكانه ان يشكل اساس كل تطور بناء …وهو بناء فكر الانسان بطريقة ذكية تتلاءم وتتناسب مع التغيرات المستقبلية المحتملة …الانسان عماد كل قوة حقيقية اذا تم تكوينه بشكل يجعله منفتحا امام كل التغيرات…احتراماتي .

    1. استاذي الكريم، أوافقك الرأي. فالإنسان عماد كل قوة حقيقية…وتقدم اي مجتمع مرتبط بشكل كبير بمدى تطور وعي أفراده. ازدان هذا الفضاء بمداخلتك🙏🙏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!