قراءة في كتاب
أخر الأخبار

كتاب “الحضور” و إدارة المشاعر.

كتاب “الحضور” و استراتيجيات إدارة المشاعر والصدمات العاطفية

استراتيجيات إدارة المشاعر :

يتحدث كتاب ” الحضور” للمؤلف” مايكل براون ” عن أهمية إدارة المشاعر، وضرورة تعلم كيفية التعامل معها من أجل تكامل الصدمات العاطفية المخزنة على مستوى اللاوعي و في كل خلية من الجسد… فتتحرر معها الطاقة المشحونة وتأثيرها السلبي على جسدك المشاعري، الفكري، الطاقي والمادي… إلى جانب انعكاساتها المؤذية على مختلف جوانب حياتك الواقعية.

ويحتوي الكتاب قسمين: قسم نظري تمهيدي، يزودك فيه الكاتب بالأدوات والمفاهيم الأساسية التي ستقودك في رحلتك هاته. وشق آخر تطبيقي؛ يعرض طريقة عملية تطبيقية للتعامل الجذري السببي مع الشحنات العاطفية غير المنتهية في داخلك، و المتراكمة من ترسبات الطفولة المبكرة وأحداثها المزعجة….

يتضمن هذا الشق التطبيقي تمارين عملية لمدة ١٠ أسابيع متواصلة على مدار ٧ايام. أساسها والعمود الفقري فيها هو “التنفس المتصل الواعي” ، يكون مرتين كل يوم لمدة ربع ساعة. إضافة لقراءة نصوص وأدوات ادراكية ترافقك في رحلتك وخلال يومك.

يبين ” مايكل براون” الفوائد المترتبة عن تطبيق هذه الخطوات والدخول في غمار تجربة ” الحضور” ، من بينها:

✅ إعادة توجيه الانتباه والنية لإدراك اللحظة الحالية، عبر عنها ” براون” بالقول:

“لسنا مطالبين بفعل أي شيء كي نكون حاضرين ،
بل كل ما هو مطلوب أن نختار أن نكون حاضرين” . ص ٤٥٣

✅ تنشيط “الحضور” و عيش اللحظة؛ هنا والآن، والخروج من العيش في الماضي وآلامه وتراكماته… أو العيش في المستقبل ومخططاته وأهدافه… والمشاعر التي تفجرها في داخلك من قلق وخوف….

✅ الغوص في البذور السببية لمختلف أشكال معاناتك الحالية، و التوقف عن الهروب من الشحنات العاطفية غير المنتهية في داخلك.

✅ تكامل الصدمات العاطفية وتحرر الطفل الداخلي فيك من آلامه ومعاناته الكامنة والحب المشروط الذي عاش في سجنه….

✅ تحمل مسؤوليتك اتجاه ذاتك واتجاه جودة حياتك الحالية.

✅ التحرر من هويتك المزيفة المصطنعة.

✅ الاتصال بحضورك الأصيل وكينونتك الحقيقية الأصيلة والدائمة.

✅ تنضج عاطفيا وروحيا….تختبر قدرا أقل من القلق.

” فالقلق ما هو إلا حالة نسعى فيها إلى الهروب من
إدراك الحاضر لصالح وهم أماكن أخرى.” على حد تعبير
“مايكل براون” ، ص ٤٠٦.

✅ الاتصال بالحضور الإلهي في داخلك.

✅ استشعار السلام الداخلي، البهجة والوفرة….

✅ الانتقال من رد الفعل إلى الاستجابة الواعية المسؤولة.

✅ تتقبل ذاتك بكل مافيها وبدون شروط، تسامحها وتحبها حبا لا مشروطا.

✅ تحتوي طفلك الداخلي وتحبه، فتصبح أنت المرشد والمدرب لذاتك، وكذا الأم والأب لهذا الطفل الداخلي.

✅ تدرك أننا جميعا متصلين ببعض في هذا الوجود، ونعيش معا نفس المأزق الوجودي الهادف للحصول على الحب غير المشروط…. فتتعلم تسامح الآخرين أيضا وتتعاطف معهم.

✅ تتغير نظرتك لذاتك وللحياة، تصبح أكثر مرونة في التعامل مع أحداثها ومواقفها….خاصة المزعجة منها، فهي انعكاس لما يوجد في داخلك… إنها رسل حدثت لتنبهك لوجود خلل مشاعري وبصمة عاطفية تحتاج للتكامل. وكما يقول “براون” :

لا تقتلوا الرسول بل استلموا الرسالة”

نقدم لكم بعض الاقتباسات الجميلة ، المقتطفة من الكتاب :( للاطلاع على المزيد منها ، بإمكانكم الولوج لهذا المقال : اضغط هنا )

*” لا يمكن تحقيق تكامل أنماط التفكير اللاواعية إلا عند مخاطبة حالة جسمنا العاطفي ، وهو المنبع الذي تنبثق منه الأفكار. بقدر ما يستمر اضطرابنا الذهني على نحو لاواع ، يتمسك جسمنا بالوزن الزائد بالقدر نفسه. “

* ” لسوء الحظ، لا يكون التغيير الذي يتم تحقيقه من خلال إعادة التأهيل الذهني محدودا فحسب، بل مؤقتا أيضا لأننا ما زلنا نتلاعب بالآثار، بأفكارنا، فنحن لم نقم بإجراء أي تغييرات سببية أصيلة حتى الآن.”

* ” هذه هي الدعوة : اعتنق فن عيش الحياة بوعي.

هذه هي الرحلة : استيقظ من العيش في الزمن وكن حاضرا الآن في هذا العالم .

هذا هو الوعد : كن مفيدا و متواجدا .

هذه هي الهدية : سوف تدرك الحضور تجريبيا من خلال إدراك اللحظة الحالية . ”

* ” يقوم المنهج التكاملي الذي يهدف إلى تغيير جودة تجربتنا على إدراك أن أجسامنا المادية ، الذهنية، والعاطفية ليست سوى انعكاسات لبعضها البعض ، وأن الخبرات في كل منها هي خبرات مترابطة .”

خلاصة القول، كتاب ” الحضور” كتطبيق عملي لتشييد رحلة إلى داخل إدراك اللحظة الحالية، والانفتاح على الحياة بقبول وتسليم وامتنان وحب لا مشروط… واحتضان لحضورك الأصيل و الاتصال بكينوتك الحقيقية، جدير بالقراءة وخوض الرحلة معه وتطبيق خطواته.

" أين يكون القلق في حياة نعانقها بحب". 
مايكل براون، ص٤٠٧ من كتاب "الحضور".

قراءة ممتعة أنويها لكم أصدقائي.

السعادة والحضور في اللحظة

اظهر المزيد

Rudayna

فضاء لحرية الفكر والقلم، في قالب إنساني هادف يسعى لنشر الوعي، تقدير الذات واحترام الآخر....

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!